عبدالباري عطوان
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالباري عطوان
لماذا ننْصَح قيادة حركة “حماس الخارج” بشدّ الرّحال إلى صنعاء دُونَ أي إبطاء؟
كيف “هزم” اليمن أمريكا وحامِلات طائراتها المِلياريّة
أمريكا تُفعّل قرارها بوضع اليمن على قائمة الإرهاب.. كيف احتفل اليمن بهذه “الخطوة المُشرّفة”
“إسرائيل” تنهار.. فكيف يكون الردان العربي والإسلامي الآن وفي المستقبل المنظور؟
من منظور حِسابات الرّبح والخسارة: حركة “الجهاد الإسلامي” خرجت مُنتصرة
لبنان: ما هي السّيناريوهات السياسيّة والعسكريّة في المرحلة المُقبلة؟
ماذا يعني “رضوخ” عشر دول أوروبية لشروط بوتين
هل ارتكب الرئيس أردوغان خطيئةً كُبرى بمنع الطّائرات الروسيّة من استِخدام الأجواء التركيّة؟
أُعاهد أهلنا وشُهداءنا وأسرانا أن التهديدات الإسرائيليّة لن تُرهبني
“حزب الله” يعلن الحرب على السعودية والبداية احتضان المعارضة علنيا ورسميا في الضاحية الجنوبية

بحث

  
كيف تحوّلت لندن إلى “ووهان” أُخرى؟
بقلم/ عبدالباري عطوان
نشر منذ: 3 سنوات و 11 شهراً و يومين
الإثنين 21 ديسمبر-كانون الأول 2020 11:49 م


“سلالة” فيروس كورونا الجديدة سريعة الانتِشار تُربِك العالم وتُعيد إحياء النظريّات التآمريّة حول “تصنيع” الوباء.. كيف تحوّلت لندن إلى “ووهان” أُخرى؟ ولماذا شكّلت حاضنةً للفيروس الخطير؟ وماذا عن اللّقاحات المُتعدّدة؟ هل عُدنا إلى المُربّع الأوّل؟

 

تبدّدت حالة التّفاؤل التي سادَت العالم بعد توارد أنباء عن جاهزيّة التوصّل إلى لقاحاتٍ فاعلةٍ للحَصانة من وباء الكورونا، وبِما يُؤدّي إلى عودة الحياة بصُورةٍ طبيعيّةٍ لأكثر من سبعة مِليار إنسان على وجهِ الخليقة.

الأنباء السيّئة جاءت من بريطانيا هذه المرّة التي قال رئيس وزرائها بوريس جونسون في مُؤتمر صحافي طارئ، إنّه تم اكتِشاف سلالة جديدة من الفيروس أكثر فتكًا وأسرع انتشارًا، وأعلن تشديد إغلاقات جميع مرافق الحياة في لندن، وفرض حظر تجوّل شِبه كامِل.

***
الأخطر من ذلك كلّه، أنّ المعلومات المُتداولة حول هذه السّلالة قليلة جدًّا، وغير مفهومة، الأمر الذي أدّى إلى حالةٍ من الهلع مصحوبةً بارتفاع منسوب نظريّات المُؤامرة التي انتشرت على نطاقٍ واسعٍ في وسائل التّواصل الاجتماعي، ويُمكن حصر هذه النظريّات التي تتناسل بصُورةٍ أسرع من الفيروس المُتحوّر الجديد في النّقاط التالية:

أوّلًا: أنّ هذا الفيروس بات خارج السّيطرة، مثلما جاء على لِسان رئيس الوزراء البريطاني، وأنّ المعلومات عنه غير مُكتملة، والانتِظار مَفتوحُ النّهايات.

ثانيًا: ظُهور نظريّات تُؤكّد أنّ اللّقاحات الجديدة لا تُشكّل حصانةً كافيةً للجسم في مُواجهته، رغم أنّ شركة فايزر الألمانيّة التي اخترعت اللّقاح الأكثر فاعليّةً عالميًّا حتّى الآن أكّدت أنّه لا تُوجد أيّ دلائل تُؤكّد هذه المزاعم.

ثالثًا: هذا يُعزّز الاعتِقاد بأنّ الفيروس مُصنّع في معامل بيولوجيّة، وليس “طبيعيًّا” مِثل جميع الفيروسات الأخرى، التي تنتج عن الإصابة بها مناعة آليّة تستمر إلى سنة، أو مدى الحياة في حالاتٍ أُخرى، ومن غير المُستَبعد أن تكون الجهة المُصنّعة له أطلقت هذه السّلالة الجديدة لتبديد حالة التّفاؤل الحاليّة النّاجمة عن فعاليّة اللّقاحات المُتعدّدة الجنسيّات ممّا قد يعني العودة إلى المُربّع الأوّل.

رابعًا: تحذير بيل غيتس، رئيس شركة مايكروسوفت، أحد المُتّهمين بالانتِماء إلى مجموعةٍ عالميّةٍ غامضةٍ تتحكّم في قِيادة العالم من غُرفةٍ سوداء مُغلقة، قبل أسابيع معدودة من فيروس جديد ربّما يكون مُختلفًا، وأكثر خُطورةً، من الفيروسات الكورونيّة السّابقة وهذا يعني، حسب آراء المُؤمنين بنظريّة المُؤامرة، أنّه يملك معلومات مُسبَقة بحُكم عُضويّته في هذه المجموعة السريّة.

خامسًا: ما زالت النظريّة التي تقول بأنّ الهدف من هذه اللّقاحات زرع شريحة إلكترونيّة تحت الجلد للتّحكّم بكُل إنسان رائجةً، وازدادت انتِشارًا بعد الكشف عن الفيروس الجديد.

سادسًا: كالوم سيمبل أستاذ العِلاجات في جامعة ليفربول زاد الصّورة قتامةً عندما صرّح لصحيفة بريطانيّة “أنّ الفيروس الجديد سيتغلّب على جميع السّلالات الأُخرى”، وهذا يعني عِلميًّا حالةً من الاضطراب وعدم اليقين لأشهر قادمة، قد يتطلّب الأمر لقاحات جديدة، يحتاج الأمر فترة أطول للتوصّل إلى اختِبارها وبالتّالي إنتاجها.

هُناك حالة تشابه كبير، بل تطابق، بين مُحافظة لندن التي جرى اكتِشاف السّلالة الجديدة وانتِشارها على نطاقٍ واسعٍ فيها، وبين مُقاطعة ووهان الصينيّة التي كانت الحاضنة للسّلالة القديمة من الفيروس في مراحله الأولى، فبريطانيا الآن مَعزولةٌ دوليًّا، وجرى إيقاف مُعظم، إن لم يَكُن جميع، رحَلات الطّيران إليها، وباتت، أيّ بريطانيا، مِثل البعير الأجرب الذي لا يرغب أيّ أحد الاقتِراب مِنه خوفًا من العدوى.

***
نحن الذين تعيش في هذه البلاد (بريطانيا) نُتابع حالة الهلع السّائدة، وعجز الحُكومة عن السّيطرة وطمأنة مُواطنيها والعالم، وسط حالة من عدم اليقين واليأس، والخبر السّائد حاليًّا هو إقدام حُكومات عديدة في العالم بإغلاق حُدودها فَورًا لتَجنُّب أخطاء التّجربة الأولى من الوباء التي ترتّبت عليها نتائج كارثيّة.

العالم أمام عودة قويّة للأُسلوب الصّيني، وهو الإغلاق المُحكَم الذي اتّبعته السّلطات الصينيّة في إقليم ووهان، وسَخِر منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحُكومات غربيّة أُخرى.

هُناك سِر كبير مَسكوتٌ عنه، ويجري إخفاؤه عنّا، وإلا لماذا هذا التّسابق عالميًّا في الإغلاق والعزل بهذه الطّرق الحديديّة دُون تقديم أيّ إجابات تُبَدِّد الغُموض المُنتَشِر عالميًّا؟

لا نملك الإجابة، وكُل ما نستطيع قوله هو الدّعاء بالسّتر، وتوكيل الأمر للخالق، والنّصح بالتِزام البُيوت انتِظارًا للفرج.. وتَجنُّبًا للوباء.. واللُه أعلم.

* المصدر : رأي اليوم

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد صالح حاتم
جوهر الاحتفال بأسبوع الشهيد
محمد صالح حاتم
خالد العراسي
جرائم الحرب فوق التقادم
خالد العراسي
أحمد داوود
عامُ التحولات الكبيرة
أحمد داوود
حمدي دوبلة
مدُن الأحلام
حمدي دوبلة
عبدالمجيد التركي
يوم اللغة العربية
عبدالمجيد التركي
عبدالله علي صبري
وللمواطن حقوق!
عبدالله علي صبري
المزيد