حين يظهر الجلاد بزي الضحية ويدان القتلى بجرم قاتليهم وتصبح إقامتك في بلدك،أنت المنبوذ من كل العالم والمحاصر من كل الجهات جريمة؛ فاعلم أنك في عصر الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية، عصر ما يسمى ب”حقوق الإنسان”.
حين يزهق طيران تحالف العدوان الأمريكي السعودي روح ما يزيد عن 2542طفلا روح 1856 إمرأة وروح 7531رجلا وشيخا مسنا
بمجموع11929 مواطنا يمنيا أعزل.
ويجرح 2337طفلا 1945 إمرأة 15603رجلا وشيخا مسنا بمجموع 19858 مواطنا يمنيا أعزل ولا يتحرك أحد لهذا فيما يهب الجميع لإنقاذ عناصر الإرهاب في الموصل وحلب فاعلم أنك في عصر “الأمم المتحدة وحقوق الإنسان”
حين يقصف طيران تحالف العدوان 15 مطارا يمنيا و14 ميناء ويضر ب401 801 منزل و1489 طريقا وجسر ويدمر 751مدرسة ومعهد تعليمي و 111 منشأة ومبنى جامعي و 261مستشفى ومرفق صحي منهم مرافق تابعة لأطباء بلا حدود و 205موقع أثري وحضاري و 212منشأة سياحية وحين يقصف الآف المنشآت الحكومية اليمنية وآلاف المساجد والمنشآت الرياضية والتجارية والإعلامية ووسائل النقل والمواصلات ومخازن الأغذية ومزارع الخضرة والدواجن ولا يدين العالم إلا استهداف فرقاطة عسكرية سعودية أو بارجة حربية إمارتية فاعلم أنك في عصر “الأمم المتحدة وحقوق الإنسان”.
هل سمعت بمحافظة صعدة، هذه المحافظة أعلنها العدوان منطقة عسكرية،لا يستطيع أبناءها إشعال قنديل صغير حتى لايقصفهم الطيران ولا يجرؤون على إسعاف مريض لأن أي سيارة تتحرك في المدينة هي هدف عسكري وفوق هذا أمطرهم العدوان بآلاف القنابل العنقودية؛ حين لا يلفت ما يحدث لأبناء هذه المحافظة أحدا ويمتلئ العالم بالصراخ والعويل لأجل جندي إماراتي قتل في أرض جاء يقتل أهلها فاعلم أنك في عصر “الأمم المتحدة وحقوق الإنسان”.
هذا العصر الذي ينظر إلى حصار آلاف الإرهابيين في حلب ولا ينظر إلى حصار ثلاثين مليون يمني ويهتم بطفل غرق على أحد السواحل ولا يهتم ب 10مليون طفل يمني يموت في كل عشر دقائق واحدا منهم بسبب الكارثة الاقتصادية وسوء التغذية التي ألحقها بهم تحالف العدوان.
لعل نظرة واحدة إلى الكارثة التي يعانيها الشعب اليمني والتواطؤ الدولي مع ما يحدث له تكفي لأن لا نستغرب من أن يظهر أي تقرير كتقرير “المفوضية السامية لحقوق الإنسان” الذي يبرر مايرتكبه تحالف العدوان من مجازر جماعية بحق المواطنين في ساحل باب المندب بعدم إخلاء القوات اليمنية هذه المناطق لقوات الغزو والاحتلال.
وكما هو تأريخ هذه المنظمات معروف ومعرف للجميع بصفتها جوازات سفر حمراء للهيمنة الأمريكية على أي بلد وأمم متحدة على الضعفاء يمكن القول أن نظرة واحدة في المعايير التي تتعامل بها مع مايعانيه الشعب اليمني كافية لإعادة تقييم موازين العالم الذي (أصبح العدل فيه ملكا لمن يجلسون على عرش الجماجم بالطيلسان.. الكفن) بل وداعية إلى استبدال هذه المنظمات بمنظمات جديدة تعمل لصالح حقوق الإنسان لا لصالح منتهكيها.