صديقي الذي يتغنَّى منذ أسبوع بأغاني الستينيات التي تلت ثورةَ 26 سبتمبر، وهو كان يفترشُ ساحةَ التغيير بصنعاءَ في 2011 ويبكي بحُرقةٍ على ضَياع ثورة 26 سبتمبر وضياعِ أهدافها واستئثارِ قوى النفوذ ومراكز القوى بمقدرات وثروات البلد..
مردّداً شعرَ البردُّوني الذي أَرَّخَ لتلك المراحل، ويقول:
الأُباةُ الذين بالأمس ثاروا
أيقظوا حولنا الذِئابَ وناموا
حين قُلنا: قاموا بثورة شعبٍ
قعدوا قبل أن يرَوا كيف قاموا
رُبَّما أحسنوا البِداياتِ لكنْ
هل يَحسُّون كيف ساءَ الختامُ؟
وغيرها…..
واليومَ يتفاخرُ بثورة 26 سبتمبر؛ لأَنَّها حقّقت أهدافَها، ويسخَرُ من ثورة 21 سبتمبر ويعتبرُها انقلاباً عسكرياً.
وله ولأمثاله نقول:
إن ثورةَ 21 سبتمبر حطّمت قيودَ الوَصايةِ والارتهان للخارج وبيع سيادة وقرار البلد، وهي الأسبابُ الرئيسية التي حالت دون أن تُحِقِّقَ ثورةُ 26 سبتمبر السابقة أيَّ أهدافها..
لقد وقف الخارجُ ضد سبتمبرِنا الجديد؛ لأَنَّه رفض الانصياعَ لأوامره، وصان كرامةَ البلد، ودافَعَ عنه بفلذاتِ أكبادِه وأشلاءِ أطفاله ونسائه.
الخارجُ نفسُه الذي تآمر على ثورة سبتمبر الأولى وقضى على إرادتِها وأسرها سليبةً لأطماعه ومصالحه..
يجمعُنا اليومَ أن كُـلَّ مَن يتغنَّى بالثورة وحب الوطن، ويفرِّقُ بيننا أننا صدقنا مع ثورتنا وقدَّمنا في سبيلها التضحياتِ وكُلَّ غالٍ ونفيس.
بينما هو وأمثاله رقصوا للمستعمرين وصفّقوا للغزاة، ووقفوا إلى جانبِ الخارجِ الذي يستهدفُنا جميعاً، ولا يَوَدُّ لنا أيَّ خيرٍ جميعاً، وبات يدوسُ مَن وقفوا في صَفِّه وقاتلوا معه، والأحداثُ شاهدةٌ على أسوأ من ذلك..
فأَيُّ الفريقَين أحقُّ بالثورة إن كانوا يفقهون، مَن آمنوا بها وقاتلوا العالم دفاعاً عنها، أم أُولئك الحمقى الذين باعوها وتجنَّدوا في صَفِّ أعدائها وهم لا يعقلون؟!.
والعاقبة للمتقين..