لو قبلنا بالاحتلال لكانت اليمنُ كُلُّها في أسوأ حال.
فالمناطقُ المحتلّةُ اليوم تعيشُ أسوأ ظروف انعدام الأمن والانهيار الاقتصادي والخدمي، رغم أن العالَمَ يدّعي دعمَهم والحرصَ على تحريرهم، ويساندُهم منذ 7 أعوام، وأوضاعهم تزدادُ سوءًا يومًا بعدَ يوم، ولم يتحقّقْ لهم الأمنُ ولا الاستقلالُ ولم يزدهم الاستسلامُ أمنًا ولا سلامًا.
فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ.
فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ.
وسواءٌ عليهم أندموا أم لم يندموا..
فها هي شواهدُ سوء عاقبتهم تغلي وتفورُ في شوارع عدنَ وحضرموت، رغم أن ما ينقلُه الإعلامُ من معاناتهم أقلُّ بكثير مما هو حاصلٌ فعلًا على أرض الواقع.
وفي الجانب الآخر.
المناطقُ التي واجهت قوى العدوان والغزو والاحتلال أكثر استقرارًا، أمنيًّا واقتصاديًّا وخدميًّا، والعالَمُ كُلُّه يحاصِرُها ويشُنُّ العدوان عليها منذ 7 أعوام.
لكنها بفضل الله حافظت على تماسُكِ ما تبقى من مؤسّسات الدولة، وقدمت شاهدًا على صوابية خيارِ الاستقلال والكرامة والحرية ورفض التبعية للخارج الذي لا يريدُ لليمن أيَّ خير.
هذا الواقعُ لا يراه أصحابُ الأبصار المقلوبة ممن قال الله عنهم:
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا، قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ.
وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ.
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
نسألُ اللهَ أن يجيرَنا وإياكم من عاقبةِ المفرِّطين وأبصارِ الجاحدين.