رشيد الحداد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
رشيد الحداد
لا هدنة في البحر الأحمر: السماح بسحب «سونيون» مشروط
تحديث مستمر لبنك الأهداف: صنعاء تهندس ردّها على العدوّ
صنعاء تستأنف عمليات «الإغراق»: سيطرة شبه كلّية على جنوب «الأحمر»
صنعاء تطارد السفن اليونانية: لا قوات أجنبية في البحر الأحمر
شحّ المساعدات يفاقم المعاناة: السيول تعصف باليمنيين
شحّ المساعدات يفاقم المعاناة: السيول تعصف باليمنيين
ترتيبات لإعادة أحمد صالح: أطراف «الرئاسي» يتنازعون السلطات
المطلوب من الحكومة الجديدة
صنعاء - الرياض: المفاوضات مجمّدة... بأمر واشنطن
تصعيد متجدّد في البحر الأحمر: صنعاء تكمن لسفن مشبوهة
حكومة صنعاء الجديدة: تشكيلة مقلَّصة بمهام جسيمة

بحث

  
صنعاء في أبهى زينتها
بقلم/ رشيد الحداد
نشر منذ: 3 سنوات و شهرين و 5 أيام
الأربعاء 20 أكتوبر-تشرين الأول 2021 07:12 م


خلال الأيام الأولى لهذا العدوان الأرعن تأخرت في منطقة الحصبة حتى العاشرة مساءً. لم تكن حينها الكثير من السيارات تجول الشوارع، بسبب انعدام المشتقات النفطية، باستثناء بعض الدراجات النارية، التي تجوب شوارع مفجوعة تخلو من المارة. وباعتباري ابن منطقة ريفية فإن سواد الليل الحالك أمر مألوف لدي، فقد عشت سنوات وأنا استضيء بفانوس يعمل بمادة القاز، وحتى عندما كنت أدرس بالثانوية كنت أقطع ساعة فجر كل يوم قبل أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود سيراً على الأقدام لكي أصل إلى مدرستي قبل أن تبدأ الحصة الأولى.
أتذكر ليلتها أني استقللت دراجة نارية، بينما كان طيران العدوان يحلق في أجواء هذه المدينة العتيقة، وتتناوب أسراب الطائرات المعادية، فما إن يغادر سرب بعد أن يفرغ حمولته من الصواريخ المدمرة، يصل آخر ليشن هجمات مسعورة. كنت نوعاً ما مرعوباً من الراجع أكثر من الغارات الإجرامية، فـ"للراجع قصة مرعبة" الله لا أعاد الراجع.
المهم، قطعت الدراجة النارية التي استقللتها عدداً من الشوارع ابتداء من شارع التلفزيون ثم شارع مازدا وشارع القاهرة وجولة مذبح حتى القرب من شملان. شعرت بحالة رعب وأنا أشاهد شوارع في العاصمة كانت الحركة تدب فيها حتى الصباح دون توقف، أضحت مهجورة حتى من الكلاب التي كانت حينها قلة قبل أن تتكاثر وأصبحت أعدادها اليوم تنافس أعداد سكان صنعاء. حينها كان الخوف والموت يتربصان بسكان المدينة وزائريها جميعاً بفعل القصف الهمجي لطيران العدوان. وكان الظلام دامساً ومخيفاً يخيم على كل شوارع العاصمة وأحيائها السكنية.
اليوم أشاهد مدينة المدائن صنعاء آمنة ومتوهجة جميلة متلألئة تزينها الأنوار من كل حدب وصوب ابتهاجاً بمولد رسول الله، شوارعها النظيفة مكتظة بالسيارات، الحركة التجارية في أسواقها تعيش أجواء عيدية رغم الركود الاقتصادي، فنادقها ومنتدياتها وبساتينها ومتنفساتها وساحاتها استقبلت الكثير من المواطنين من داخل صنعاء وخارجها، مساجدها ومدارسها وجامعاتها والمباني الحكومية منورة...
عدت ليلة أمس الأول الأحد من رأس منطقة عصر، وكنت أود أن أبقى أستمتع بمشاهد حية لصنعة الله صنعاء التي ترتدي أبهى وأزهى الحلل ابتهاجاً بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين وخير خلق الله. ولولا أن البرد داهمني لبقيت حتى الصباح، كما هو حال المئات من سكان هذه المدينة العتيقة، الذين ظلوا صامدين تحت ضربات البرد في كافة مرتفعات صنعاء وفي شوارعها وميادينها، يعيشون أجواء محمدية رغم البرد ولسعاته، فجمال صنعاء في هذه الليالي بجمال النبي. أتمنى أن تتوشح هذه المدينة الضاربة جذورها في عمق التأريخ بالسلام عما قريب!
* نقلا عن : لا ميديا
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
صلاح الدكّاك
«اليمن الأمة» وسيد الجهاد المحمدي.. سلطان الأنفاس النبوية
صلاح الدكّاك
عبدالفتاح علي البنوس
الكرنفال الإيماني المحمدي اليماني الكبير
عبدالفتاح علي البنوس
علي الدرواني
مشهد إحياء المولد النبوي في اليمن: تهديد أبعد من الإحتفالات
علي الدرواني
طالب الحسني
للأنصار.. جيلٌ جديد
طالب الحسني
إبراهيم الوشلي
تحشيش روسي..!
إبراهيم الوشلي
حميد رزق
نقاط من وحي المولد
حميد رزق
المزيد