إن كان هناك أحد يستحق التقدير والثناء في هذه الفترة فهم القابضون على زناد القوة الصاروخية، الذين يمرغون أنف ابن سلمان وجنوده في التراب، وهدموا الأسطورة السعودية التي تمتلك ثالث أقوى سلاح في العالم.
نفد ذلك السلاح الذي تكدسه السعودية منذ عشرات السنين، وقصفت به اليمن واليمنيين، واستهدفت به حضارتنا ومطاراتنا وعزيمتنا، وبيوتنا، وكل ما هو كائن على التراب اليمني. واستأجرت السعودية جيوشاً، واشترت أسلحة فوق ما كانت تمتلكه، وحشدت أقلام الكُتاب وصحف المرتزقة وقنوات المسوخ لتلميع وجهها القبيح، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق شيء سوى قتل النساء والأطفال، وتدمير المنشآت الحيوية وقصف المدنيين، وهذا هو جهد الجبناء والأنذال.. وأي نذالة تفوق نذالة بني سعود؟
قبل أيام كتبت على صفحتي في "فيسبوك" عن عملية "توازن الردع الثامنة"، وابتهجت بهذه الإنجازات التي تثلج الصدر وتبهج الخاطر، فكتب لي أحدهم رسالة في هيئة سؤال يقول: ليش فرحان بالقصف على السعودية، هل أنت حوثي فعلاً؟ أرسلت له ضحكة كبيرة وقلت له: أنا يمني، واليمن تتعرض لعدوان غاشم بقيادة العدو السعودي، منذ سبع سنوات، ولم يدخر هذا العدو جهداً في قتلنا وتدمير بلادنا، ولا يعرف ما هي أخلاق الحرب، لأنه دون أخلاق...أنا يمني.
ومن لم يكن يمنياً خالصاً تجاه هذا العدوان القبيح فلن ينفعه أي مال حرام يقبضه، ولن تنفعه أي جماعة ينتمي إليها، أو حزب يتكئ عليه، لأن كل جدار دون اليمن هشّ، وكل فرحة دون نصر اليمن باطلة. ومن لم تكن اليمن أمه فما أكثر خالاته!
أفرح بأي صاروخ يخترق الحدود السعودية، حتى لو جاء من "تل أبيب". وأفرح بكل تقدُّم يحققه المقاتلون اليمنيون في حدود العدو السعودي، وبكل طائرة مسيرة أو صاروخ باليستي يقض مضاجع بني سعود.
ما فعله فينا بنو سعود ليس بالقليل، فقد فاق حقدهم كل التوقعات. يحقدون على اليمن حضارةً وإنساناً، ويحقدون على مغتربينا، وعلى هويتنا، وعلى تراثنا، ولا عجب أن تحقد الصحراء على الحضارة التي تتقزم أمامها كل الحضارات. ولا عجب أيضاً أن يحقد الإعرابي الصحراوي الذي يتمضمض ببول الإبل على ساكن القصور، وناحِت الجبال، وباني إرم ذات العماد.. ألم يأمر الخليفة الثالث بهدم قصر غمدان بحجة أنه فتنة؟ وقد حضَّه على هدمه مقولة للخليفة الثاني حين قال: "لا يستقيم أمر العرب مازال فيهم غمدان".
الحقد السعودي تجاه كل ما هو يمني ليس وليد اليوم، بل هو منذ فجر الإسلام، وقد تجسد حقد نجد والحجاز في التنكيل بعمار بن ياسر وقتل أبيه وأمه. وتجسد في نفي أبي ذر الغفاري، وفي عداء بعض المهاجرين للأنصار. إنها نفس الجينات الحاقدة حتى اليوم.
نثق بالنصر، ولهم أن يثقوا بالهزيمة التي لم يحصلوا على سواها منذ 7 سنوات من العدوان. هذه الهزيمة التي جعلت وجوههم ملطخة بالعار حتى قيام الساعة.
* نقلا عن : لا ميديا