قبل أيام قصف العدوان صنعاء بحقد مختلف ومتطور، زعماً من الكيان السعودي أنه قام بقصف مخازن أسلحة في الأمن المركزي، على بعد أمتار من مستشفى السبعين الذي يمتلئ بالمواليد والخدَّج الذين يملؤون حضَّانات المستشفى، في وقاحة لا تعرف أصول الحرب ولا أخلاقها.
وقاموا بقصف مطار صنعاء، وقاعدة الديلمي، ومواقع أخرى، بحجة أن المطار تحول إلى ورشة لتصنيع الصواريخ. وقد قال العدوان في وسائل إعلامه إنه رفع الحصانة عن مطار صنعاء. وهذا هو الأمر المضحك، فمتى كان مطار صنعاء محصناً من القصف وهو أول موقع يتم قصفه في اليوم الأول من العدوان، واستمر القصف على المطار طيلة سبع سنوات، دون أي حصانة؟! فماذا يقصد العدو السعودي برفع الحصانة؟!
يلقون قنابل ضوئية ومفرقعات ليوهموا أنفسهم ويوهموا الناس أن تلك المفرقعات التي تتفجر هي مخازن أسلحة، ولا يدرون أنهم أصبحوا مكشوفين مثل أصحاب الرايات الحمر.
يريدون شرعنة قتلهم للمدنيين باتخاذ أسلوب جديد يحذرون فيه السكان بالابتعاد عن المواقع التي يريدون قصفها، ولا أدري متى كانت السعودية تحذر المدنيين، فهي تقتلنا منذ سبع سنوات بدم بارد، كما فعلوا حين أعطوا الحوثيين مهلة ست ساعات لإخراج الأسلحة من ملعب الثورة الرياضي، ولم يحددوا أين يذهب الحوثيون بتلك الأسلحة، وإلى أين ينقلونها. وطالما أنهم يعرفون أن هناك أسلحة في الملعب فلماذا يطلبون إخراجها بدلاً من اغتنام الفرصة لقصفها وتدميرها؟! وما الفرق إن كانت الأسلحة في الملعب أو في مكان آخر ما دامت في أيدي الحوثيين؟! أليس التخبط واضحاً في ما يقوله العدو السعودي، وأساليبه ونواياه مكشوفة لقتل المدنيين فقط؟!
خرج الناس إلى الملعب بكاميراتهم قبل انتهاء مهلة قصف الملعب، وقاموا بتصوير كل شيء ليرى العالم أن الملعب فارغ وليس فيه أية أسلحة. دخلوا إلى الملعب دون خوف من القصف، وهذا ما جعل السعودية تغير خطتها، فألقت بحمولتها من القنابل والصواريخ في شارع الزبيري، دون أي هدف سوى القتل وتدمير الطرقات.
ولأن العدوان فاشل فقد حاول ترقيع هذا القصف الأخرق بقوله: «راقبنا عمليات نقل أسلحة ويجري تدميرها في صنعاء. وتنفيذ العملية في العاصمة استجابة للتهديد ومبدأ الضرورة العسكرية، ونطلب من المدنيين عدم التجمع أو الاقتراب من الموقع المستهدف».
أين الأسلحة التي راقبوا نقلها وقاموا بتفجيرها في شارع الزبيري؟! وأين الأسلحة التي تم تدميرها في نفق السبعين؟! ليس هناك شيء، فنواياهم واضحة جداً، وما يفعله العدوان السعودي هو بداية لتدمير الطرقات والجسور داخل العاصمة صنعاء. وقد بدأ هذا التدمير في نفق ميدان السبعين، جولة المصباحي، ويسردون روايات وتبريرات لا يقبلها عاقل.
ما الذي تم قصفه أمس الأول في محافظة المحويت غير قتل أسرة تسكن في مركز المواصلات، فهل كان هناك أسلحة كما يدعي الكيان السعودي؟!
ليس هناك سوى الحقد الذي يجعل السعودية تبدو كحيوان جريح ما زال يبرز مخالبه وأنيابه رغم أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة.
من الطبيعي أن تحقد الصحراء على الحضارة، وأن تحقد خيام الأعراب على قصور غمدان وسبأ وذي ريدان، وأن يحقد بول البعير على منابع الماء الزلال، وأن يحقد سروال المؤسس عبدالعزيز بن سعود على البُرود اليمانية. لكن هذا الحقد لن يطول ما دمنا نستطيع الرد والردع، وما دمنا قادرين على رد الحجر من حيث جاء، فاليمني لا يستجدي ولا يرضخ ولا ينسى ثأره. والأيام القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت.
* نقلا عن : لا ميديا