جاء الرَّدُّ اليمني الرسمي موضوعيًّا وَملبيًا لمواقف الشارع اليمني على دعوة النظام السعوديّ المقدمة عبر مجلس التعاون الخليجي لاستضافة ما أسموه بحوار الأطراف اليمنية في الرياض.
وبقدر ما تضمَّنَ هذا الرَّدُّ التذكيرَ بالخيارات اليمنية في عناوينها العريضة وَالبروتوكولات التي يجبُ أن تُتَّبَــعَ قبل أي حوار كدلالة على حسن نوايا الداعي له، وكإجراءات متَّبعةٍ لجدية ونجاح أي حوار، فقد كشف الرد اليمني أمام الرأي العام المحلي والدولي مضامين هذه الدعوة المقنعة بغلافِ السلام وَالملغومة باستمرار تصديرها للمفاهيم المظللة والزائفة، وهو ما يفترض من أُولئك المرحبين والمتفائلين بها تغييرُ قناعاتهم حول نوايا العدوّ من وراء دعوته هذه.
وبعيدًا عن التركيز في اختيار المكان واستمرار التهرب السعوديّ من الحوار المباشر مع الشعب اليمني، أَو حتى الدوافع الدولية والإقليمية التي دفعت إلى إصدار هذه الدعوة في هذا التوقيت، فَـإنَّ مقاصدَها على واقع العدوان في ميدان المواجهة يجب أن تؤخذَ بعين الاعتبار.
حيث تتزامنُ مع دخول الإرادَةُ اليمنيةُ عامَها الثامن من الصمود بحالة نفسية ومعنوية إيجابية متعاظمة، فرضَها انكشافُ أهداف العدوّ وأجندته، وعمقُ اندفاعها نحو حالة الإيذاء المُستمرّة لكل سبل الحياة من خلال الخنق الاقتصادي الشديد الذي ينتهجه هذا التحالف الإجرامي، كلما تصاعد انكسار جيوشه وأدواته في ميدان المعركة.
تأتي هذه الدعوة الملغومة بالتزامن مع حملة إعصار اليمن للتعبئة والتحشيد والاستنفار ورفد الجبهات بالمال والرجال؛ وَبغرض إفشالها وَإضعاف الهبّة الشعبيّة والتداعي الشعبي لإنجاحها، من خلال الإيحاء لشعبنا بأن أُفُقَ السلام بات قريبًا وَمطروحاً على الطاولة، ولا داعيَ للمزيد من البذل والعطاء، غير أن العدوَّ يفشلُ كعادته في إيهام الوعي اليمني الذي أصبح بعد سبع من المواجهة ناضجًا بما يكفي ليقرأَ المراميَ والأهداف، وما الموقفُ الذي اتخذته القيادةُ تجاه هذه الدعوة إلَّا خلاصةُ ما يتداوله اليمنيون في مجالسهم، والشعبُ اليوم لم يعد يلتفت إلى هذه التصريحات بقدر ما هو منكَبٌّ في التحشيد والتأَهُّبِ لاستقبال عامه الثامن من الصمود بخيارات الحسم في الميدان، والعاقبة للمتقين.