|
من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية.. المحاضرة «الرابعة والعشرين»
بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
نشر منذ: سنتين و 7 أشهر و 17 يوماً الخميس 05 مايو 2022 08:03 م
في محاضرته الرمضانية الرابعة والعشرين لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – حول الثمرة المهمة حول التعامل بالقيم القرآنية، بالثقة والاعتماد والاطمئنان بين الناس، التي تؤدي للفاعلية لأداء المسئولية، وما يتحقق به في واقع الحياة، لمواجهة أعداء الأمة، والأكثر غبنا وتفريطا في هذا الجانب هم المسلمون، على المسلم ان يحذر من أسباب وعوامل الفرقة، ومن اهم العوائق التي تؤثر على الأخوة هي العوامل النفسية وفي مقدمتها (الكـِبر)، لأن الإنسان المتكبر يربط الأمور بجانب الموقع الاعتباري له ، والمعيار عنده هو تكبره ، واستجابته ليست مرتبطة برضوان الله سبحانه وتعالى، اما على مستوى التقبل والنصح والتذكير والنقاش، فإن المتكبر يصر ويعاند على رأيه، وكذلك سلبية المتكبر في تعامله، لا يتواضع في تعامله مع الآخرين، وتبرز الغطرسة والتعالي، وهذا منفر جدا في واقع الأمة، وتأثير ذلك سلبي جدا، ومن اهم العوامل في الفرقة هي (النظرة والمقاصد الشخصية)، والسعي للاعتبار الشخصي والمكاسب المادية، وإذا أصبحت المكاسب الشخصية على المستوى المعنوي والمادي للعمل، تتكون لدى الإنسان تلك النظرة الشخصية ويؤثر ذلك على علاقته بالناس، وهذه حالة خطيرة، لأن الإخلاص مهم في الوحدة الإيمانية..
ومن العوامل المؤثرة على الأخوة الإيمانية حالة (العـُجب والغرور بالنفس ) والبحث عن المديح والثناء والتملق و الإشادة المتكررة ، وخاصة في مواقع المسؤولية، فينظر لنفسه انه أصبح مهما ويتهم الآخرين انهم لا يعطونه مكانته، وينسى العمل الصالح وينسى ان توجهه هو لله، وبالتالي تكثر نقمته وعلى الواقع من حوله ، لأنه دائم التسبيح بحمد نفسه، وهذه الحالة تتنافى مع الإيمان بالله، وقال سبحانه (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) وهذه من الحالات التي تصنع فجوة بين الإنسان وبين الآخرين، ويصبح من الصعب التنسيق العملي معه، ومن اهم عوامل الفرقة (الطمع والإنانية) صاحب هذه الصفة يكره الآخرين ولا يتفاهم مع الآخرين، ورضاه عن الناس بمقدار مكاسبه المادية، ومن أسباب الفرقة (الغضب والانفعال المنفلت) ومن مميزات التقوى ان الإنسان في حالة الغضب يميل إلى كظم غيظه، وان تكون ردة فعلة متوازنة، وهذه الحالة تحتاج إلى تقوى لأن حظها عظيم، واهتمام صاحبها عظيم بأمر الدين والأمة، والحساسية المفرطة في انفعالات الإنسان ، والبعض يتورط بالقتل والكلام السيئ والشتم و التجريح المبالغ فيه، وهذا فيه وزر وآثام كبيرة، وهذا يمزق الصف والوحدة والتفاهم، ويجعل صاحبه يتنصل عن طريق الحق..
ومن العوامل السلبية المؤدية للفرقة (سوء الظن) لان العلاقات الأخوية تتفكك في حالات سوء الظن، وخاصة في مواقع المسئولية، والبعض يجعل من مجرد هواجسه دليلاً قاطعاً على الآخرين، ويبني عليها تصرفات ومواقف وأفعال، وهذا خطير جدا، لأن هذا ظلم للآخرين، ولذلك يجب التخلص منه والحذر منه واجب ، ومن عوامل الفرقة عامل (الحسد) والبعض يتجه لذم الآخرين، والحسد ليس من الإيمان رد فعل نحو الله وليس ضد العبد ، ومن العوامل المؤثرة على الفرقة (الهمز واللمز والارتياب) وهذه يعتمد على اللسان، والكتابة أصبحت لسان في تناول انتقاص الناس والطعن بالأعراض (ويل لكل همزة لمزه) والبعض لديه كل يوم ضحية، ومواقع التواصل الاجتماعي احد أدوات الإساءة، و (الغيبة) كذلك هي حالة خطيرة جدا، و(السخرية) التي فيها استهزاء لا تجوز، لأي تصنيف ولأي مستوى، وعلى الإنسان ان يرعى الاحترام المتبادل، ومن عوامل الفرقة (سوء الخلق والفضاضة والغلظة) بالتعامل بجرأة ووقاحة وقلة أدب وعدم احترام، وهي حالة مذمومة، وتؤدي لمشاكل خطيرة على المستوى الفردي و الجماعي وعلى مستوى المسؤولية، وهي ظاهرة سيئة يجب التخلص منها، فالاحترام مطلوب للتعامل ، و التخاطب مع الآخرين باحترام ، والبعض عند الغضب يقلب على موجه أخرى وجرأة بكل قلة الأدب..
إن الإنسان المتواضع والصبور والحليم يرتاح الناس للعمل معه، وأما من ينفر الناس بسوء الخلق، ويشك بالناس، فإن الناس تبعد عنه، ومن العوامل الخطيرة الفرقة بين الناس عامل (النميمة) وهذا سعي للفرقة بين الناس، و كثيرا ما تحصل هذه الأمور من جانب المتملقين والمتمصلحين والانتهازيين، والأعداء يستغلون هذا الجانب، والشيطان وأولياؤه يسعون للفرقة بين الناس، والبعض لديهم طبع في تعقيد الناس والتشجيع لتغذية حالة التذمر، وهو عمل بعيد عن الإيمان والتقوى ومن كبائر الذنوب ، والنميمة عامل شيطاني.. |
|
|