قبل العدوان الأمريكي السعودي على اليمن كانت كل المؤشرات لدى الأعداء تؤكد أن أسابيع قليلة جداً كفيلة بإجبار الشعب اليمني على رفع راية الاستسلام، ومن ثم الخضوع والتبعية، لكنه وجد الطريق منحدراً وزلق، وكان مفاجئاً لهم بكل المقاييس.
لقد التحم الشعب اليمني مع بعضه، وجسد ملامح البطولة والصمود والتضحية، فكانت هذه الثلاثية أحد أهم ثمار الانتصار على العدوان، وتحطيمه وكسر غروره، فاندفع أبطال الجيش واللجان الشعبية إلى ميدان الوغي، حاملين الأسلحة على أكفهم، ومنطلقين كالأسود لا يخافون لومة لائم، فاحترقت الدبابات والابرامز وغيرها تحت أقدام المجاهدين، وفشل الطيران في انقاذ المرتزقة في أرض المعركة، وتحطمت أسطورة الجيش السعودي والإماراتي والسوداني والجنجويد والمرتزقة، وأثبت هؤلاء المجاهدين الذين انطلقوا بدافع الإيمان والغيرة على الوطن أنهم الحصن الحصين والقوة التي لا تقهر.
في المقابل سجل اليمنيون أروع ملاحم الصمود والتضحية، فلم تخيفهم الغارات التي استهدفت المدنيين بشكل مباشر، ولم يتزعزعوا، وفضلوا الثبات على الأرض، متحملين كل ويلات العدوان وتجبره وتوحشه، فكان خير رافد لأبطال الجيش واللجان الشعبية، وخير معين ومساند، فامتزجت التضحية بين الشعب وأبطاله، وأثمرت نصراً مؤزراً على الأعداء، وصخرة لم تتحطم حتى يومنا هذا.
بيد أن العدوان وجد نفسه في طريق مسدود، فخيار الحرب وهزيمة الشعب اليمني عسكرياً لم تفلح، وكذلك لم تفلح كل الجهود الأمنية لاختراقه، فحول مساره، ليندفع بقوة نحو حملات التشويه والتضليل ضد أنصار الله والقوى الحرة النيرة في هذا البلد، مجندين أتباعهم في جميع الميادين لإقلاق السكينة العامة وضرب المعنويات عن طريق بث الإشاعات من حين إلى آخر، والتشكيك في قرارات القيادة الثورية والسياسية، فكانت مواقع التواصل الاجتماعي هي الساحة المفضلة في هذا الجانب، وإلى جانبها اجتماعات المجالس، وعبر الباصات، وفي الشوارع والطرقات، وغيرها، وهي خطيرة جداً وتعمل على تأجيج الأوضاع، ومحاولة استمالة أصحاب القلوب الضعيفة، ولا سيما عندما يتم طرق الوتر الحساس كرواتب الموظفين والفساد، حيث تروج هذه الطغمة أن صنعاء هي التي لها ضلع في كل هذا.
لكن وعلى الرغم من كل هذه المؤامرات فإن الأحرار يدركون المخطط جيداً، وهم على استعداد لمواجهة الحرب بالحرب والدعاية بالدعاية، ومثلما فشل العدو في الميدان الأمني والعسكري، نجده يتخبط وسيفشل في بقية الجوانب الأخرى، فالله عز وجل مع المؤمنين الصادقين ولن يجني الأعداء بكل تأكيد سوى الفشل والخزي والعار ولعنات التاريخ.
* نقلا عن :المسيرة نت