لانشغالنا الدائم بمناكفات مواقع التواصل الاجتماعي وضجيجها، نغرق في القضايا الهامشية على حساب القضايا الرئيسية.
ولذلك عندما يذكرنا السيد القائد في خطاباته بمواضيع مهمة وقضايا أَسَاسية، نستشعر أهميتها، وندرك كم نحن غافلون عنها وناسون لها وبعيدون عنها.
مثلاً يتحدث في خطاب الذكرى السنوية للشهيد عن طبيعة الصراع وحقيقته في سياق الحديث عن المفهوم الصحيح للشهادة.
ونحن جميعاً مؤمنون بما يقول ومقتنعون به، لكنه يغيب عن حديثنا مع أي منطق معادي يشوه هذا المفهوم، ويغيب عن ردودنا على الأطراف الأُخرى، ويغلب على منطقنا الطابع الحزبي أَو السلطوي أَو المناطقي.
وكذلك تعاطينا مع من يطالبون بضرورة تصعيد الموقف العسكري، ويشيعون أن ما يحصل ناتجٌ عن توجّـهات فردية بعيدة عن موجهات القيادة.
ونحن نسمع اليوم وبوضوح حقيقة موقفنا الدفاعي الثابت والمبدئي كما ورد في الخطاب.
وإن عادوا إلى التصعيد الاقتصادي أَو العسكري فنحن جاهزون للتصدي.
ومن الأمثلة الأُخرى، غرقنا في مواجهة التفاصيل فيما يتعلق بموجة الحرب الناعمة على بلدنا، وننسى التوضيح للقضايا الأَسَاسية التي تمثل دوافع الأعداء وأهدافهم من هذه الحرب كالتمييع للشباب وآثاره وأنه يمثِّلُ ضربةً قاضيةً للأُمَّـة، وسعي الأعداء لإذلال الشعوب وكسر إرادتها.
بينما ننجر نحن إلى مواجهة الشكليات أَو الردود غير الواعية على الضجيج المثار تجاه أي إجراءات لمواجهة الحرب الناعمة وتداعياتها.
وكذلك، كيف نلاحظ مستوى ردودنا الانفعالية على أي نقد للعمل الرسمي، بينما يؤكّـد القائد ومن موقع المسؤولية والمعرفة أن الوضع فيه “مزرٍ” ويحتاج إلى معالجات وتطوير الأداء والارتقاء به، ويذكرنا بمسؤولياتنا جميعاً في ذلك.
وأختم بنصيحة أن يعرض كُـلّ منا ما كتبه خلال الفترة الماضية، على الموجهات الواضحة في نهاية الخطاب بخصوص الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية والحذر من مساعي الأعداء لبث الفرقة وإثارة العنصرية
وسنلاحظ الفرق بين ما نتحدث به ونكتبه، وبين ما يوجه به القائد، وَخطورة ذلك، سواءٌ أكان ما كتبناه مقصوداً أَو غير مقصود وبحسن نية.
هذه مُجَـرّد أمثلة والخطاب كما هو المعتاد زاخر بالتوضيحات الكافية والموعظة الشافية والهدى المبين
الذي نقصر جميعاً في استيعاب وفهم مضامينه والعمل على ضوئها
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لسديد القول ومقبول العمل.