ونحن نعيشُ الذكرى السنوية للشهيد الذكرى الخالدة والمتجدِّدة دوماً بالعطاء والانتصار العظيم هي فرصةٌ لنستذكرَ من جعلوا دماءَهم الطاهرة وعظيمَ تضحياتهم الجسيمة وأرواحهم الزاكية جسوراً وحصوناً منيعة قزَّمت تحالفَ العدوان ومنافقيهم ومن قبله سبقت أن أركست جيوشَ ومأجوري السلطة الظالمة والعميلة منذُ حروب صعدة الأولى إلى الحرب السادسة والحروب المتفرقة التي كانت تنفِّذُها سلطةُ الخائن عفاش على أبناء اليمن ومحافظة صعدة على وجه الخصوص والذي رسم بإدارته الفاشلة تلك الحروب والفتن؛ ليجعل من خلالها اليمن بؤراً من القتل والتدمير في مختلف المناطق والمحافظات اليمنية وسلَّم سيادة واستقرار اليمن على طبق من ذهبٍ كما يقولون للوصاية الأمريكية والتبعية المفرطة والمنحطة لدويلات الخليج عبثًا وحقدًا لكل شيء في اليمن.
اليومَ وبعد حروب ست على محافظة صعدة وثماني سنوات حربٌ شاملة ظالمة تقودُها أمريكا وأدواتها في السعوديّة والإمارات ومن خلفهم الكيان الإسرائيلي ومرتزِقتهم من المنافقين.
نحتفل بالذكرى السنوية للشهيد للشهداء الأجلاء العظماء من صدَقوا مع الله فصدقهم ونصرهم وحفظ مكانتهم ورفع بدمائهم الطاهرة مكانةَ شعب الحكمة والإيمَـان حتى أضحى يقارعُ الطغيان ويستهدفُ المعتدين والغزاة إلى عواصمهم بضربات بالستية أُوقدت من نيران الله.
فأحرقت اقتصادَهم وهدّت أركانَهم بعمليات عسكرية كبيرة ونوعية أذاقت العدوَّ مرارةَ الهزيمة ليعيشَ الذل والقهرَ والتخبُّطَ الأعمى ليصابَ معها بهذيانَ هيستيريٍّ وما كان ليكون لو لا تماديه وعربدته وتعدّيه على السيادة والإنسان اليمني.
ومع الاحتفال بذكرى الشهداء (شهداؤنا أحياءٌ فينا وأحياءٌ عند الله) يجبُ علينا أن نستذكرَهم ونستذكرَ بطولاتهم وجهادهم الكبير الذي سطّروه في مختلف الجبهات وحازوا من خلاله على وسامِ الشهادة بخلودٍ دائمٍ في جنة الفردوس أحياء عند ربهم يُرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا من بعدهم أن لا خوفٌ عليهم ولا يحزنون.
ومع تجدد هذه المناسبة حريٌّ بنا أن ندرُسَ ونتمعَّنَ في تفاصيل وأبجديات حياتهم الجهادية الإيمَـانية لنستلهمَ منها الدروس التي قد تقينا من عذاب الله وتجنِّبُنا سخطَه، فهم من كانوا -وما يزالون حتى وقد حلقوا إلى العلياء- باكورة الانتصارات وجسور الأمل المتجدد شوقًا وانتصاراً يمانياً في ميادين الجهاد المختلفة منها العسكرية ومنها الاقتصادية والصناعات الحربية التي أذاقت المعتدين ويلات العجرفة والتخبط وأصابتهم في مقتل.
من نقطة الصفر بفضل الله ثم بفضل مجاهدينا وفي المقام الأول الشهداء أصبحت اليمنُ تُحلِّقُ عاليًا يهابُهُ الخصمُ وأصبح الصمودُ والثبات والانتصار اليمني حديثَ الساعة وحديثَ العالم كيف استطاع أن يمتصَّ الضرباتِ الجويةَ والهجوم البري الكاسح، ليتحوَّلَ فيما بعدُ من وضعية الدفاع إلى وضعية الهجوم ويتجاوز المستحيل ويوزّع عملياتِه الصاروخيةَ والمسيّرة محلية الصنع إلى عواصم ومدن دول العدوان وبضربات مدروسة ومركَّزة استهدفت مراكز القرار ومحطات النفط وعمود الاقتصاد السعوديّ والإماراتي ومطارات عسكرية وقواعد جوية كان يظنها المعتدون مانعتَهم من بأس الله ومن الحق والدفاع اليمني المشروع الذي يستمد مشروعية جهاده من الله سبحانه وتعالى.