عليك ان تكون شجاعا او جاهلا بالتاريخ كي تدخل في حرب مع شعب اليمن..
هكذا تم افتتاح التقرير الخاص ببرنامج “للقصة بقي” على قناة الجزيرة القطرية في الحلقة التي حملت عنوانا “رقيقا” و”حساسا” ومدغدغا للمشاعر الجياشة “اغتيال الطفولة في اليمن”.
يا سلام واخيرا قررنا العودة الى الوراء كي نعرف ان اليمن وشعبه عصي على الانكسار والذل والاستسلام ,فهل هدأت وانقشعت “غبار عاصفة الحزم” وصارت الرؤية واضحة الان؟
الحكاية معلومة ولا داعي للخوض فيها مجددا ,لكن هل يصح ان نقبل ما يحدث ونضعه تحت نفس العناوين التي يرددها الكثير من الاعلاميين العرب حاليا محاولين ايهام المشاهد بأننا حقا امام “اعلام انساني ” يحن ويئن تحت وطأة ما يحدث لليمنيين؟
صراحة ذهلت من حجم “النفوذ” الذي صاحب الحلقة مع تكريس وسم بنفس الاسم غزا السوشال ميديا دون سابق وانذار وتذكرت ان “الحلقة المفقودة” حين كنا نصرخ في ايام خلت عن استباحة الطفولة في اليمن “سرها” بيد جهة معينة ,وربما قادني هذا الامر لاكتشاف الجواب “المعلق” عن سؤال جوهري سبق وطرحته هنا بالتحديد حين كتبت عن “الطفلة بثينة الريمي” ليكون الرد مختصرا موجزا “فتش عن الاعلام الممول قطريا”.
وبالعودة الى المقدمة لا يمكن لاحد على الاطلاق ان ينكر ان اول من صدح واشهر تلك المعطيات عن التاريخ اليمني مجاهرا بذلك في مقالاته واطلالاته التلفزيونية “الموثقة” هو رئيس تحرير هذه الصحيفة الذي وقف في وجه الجميع منذ ذلك الاعلان “المفاجئ” عن ميلاد ما يسمى “التحالف العربي” وعزمه عن غزو اليمن بشعار “عاصفة الحزم”.
هذا للامانة والتوضيح ووضع النقط على الحروف قبل ان يتحدث اي منبر اخر عن “حرصه” على شعب اليمن واطفال اليمن الذين لن يعيد لهم ادراج السعودية وتحالفها في “القائمة السوداء” للامم المتحدة ادنى اعتبار ونحن نتحدث عن عالم بشع يتعامل بازدواجية مقيتة معهم يصطف في خندق المجرمين ويبيعهم الاسلحة بصفقات خيالية ثم يحاضر في الاخلاق والشرف والعفة بعد ان تكتمل فصول واركان الجريمة..
للمرة المليون لكم الله يا أطفال اليمن..
* نقلا عن موقع رأي اليوم