مع استمرار العدوان السعودي الأمريكي الغاشم وحصاره الظالم والآثم على الشعب اليمني العظيم الذي أنهك بصموده الأسطوري قوى العدو الصلف وأهان بثباته وشموخ غرور وكبرياء المعتدي المتعجرف ، لم يتبق أمام هذا العدوان من خيار إلا استخدمه ولا قرار إلا اتخذه غير آبه بأي قيم إنسانية أو دينية وضاربا عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية ابتداء باستهداف المدنيين الأبرياء وانتهاء بمجزرة الإبادة الجماعية التي شرع في تنفيذها بالإغلاق التام لكل المنافذ البحرية والبرية سعيا لقتل الحياة بالجوع والمرض.
لم تنكسر رغم ذلك إرادة اليمنيين العظماء ولكن معاناتهم تتزايد وأوجاعهم تتعاظم يوما بعد يوم نتيجة للعدوان والحصار السعودي الأمريكي بالاشتراك مع ثالوث داخلي عابث وغير مكترث بما تمر به البلاد وما تعانيه البلاد وغير مستوعب لأهمية وحساسية المرحلة واستحقاقاتها الحتمية التي لامناص منها ولاسبيل من التهرب منها إلا سبيل الخزي والعار ولعائن التاريخ الذي لايرحم .
الانتهازية السياسية هي الوجه الأول والأقبح لهذا الثالوث المشؤوم والتي يمارسها أحد طرفي الشراكة محاولا الاستفادة حزبيا من تأجيج مشاعر البسطاء وتحميل الطرف الآخر تبعات المعاناة المعيشية والتنصل عن مسؤولية الأوضاع المتردية ، متجاهلا وجوده في كل مفاصل الدولة وواجباته المترتبة على ذلك .
الوجه الثاني، الاستغلال الرأسمالي الذي يمارسه بعض ضعاف النفوس في القطاع الخاص من خلال السعي لتحقيق الارباح الكبيرة اللا أخلاقية في ظل هذه الظروف الصعبة والقاسية ، إما بالاحتكار أو الارتفاع اللامعقول واللامبرر لأسعار السلع وبالذات الاساسية بمجرد سماع الشائعات ثم تثبيت الاسعار المرتفعة رغم انتفاء الشائعات وكذلك التلاعب بأسعار صرف العملات وتكديس السيولة النقدية .
أما الوجه الثالث الأكثر شحوبا وبؤسا ووقاحة، فهو الإهمال الحكومي والقصور المخجل في أداء مؤسسات الدولة واستمرار حالة الشلل في بعض أجهزتها الرسمية والجمود المتعمد أحيانا في البعض الآخر ، بالإضافة الى اختلاق العوائق من قبل ممثلي بعض المكونات السياسية امام أي إجراءات رئاسية لتصحيح وتفعيل وتحسين الأداء الرسمي والحكومي .
فإلى متى يستمر هذا الثالوث المشؤوم عديم الشعور بالمسؤولية في مشاركة العدوان والحصار الأمريكي السعودي تجويع وقتل اليمنيين وزيادة معاناتهم ووطأة الوضع المعيشي المتردي والأزمة الاقتصادية المتفاقمة ؟؟!!!