قصيدة الشاعر عبدالله البردوني كتبها عقب زلزال ذمار 1982 م
مَن علَّمها الرقص النَّاري؟
هل رنَّحها العشق الضاري؟
فغلَت من كل جوانحها
ودوَت: ضُجِّي يا أوتاري
وهَمَت قُبلاً صخرياتٍ
ما أقسى العشق الأحجاري
وامتدَّت أحضاناً أخرى
من أشداق الطيش الواري
* * *
كيف ارتجلَت أعتى طَربٍ؟
اختارت، أو قيل اختاري
فانثالت قصفاً تحتيّاً
وانهلّت كالسيف العاري
وتَلَت مزمور الموت كما
يتزيّا الأُمِّي بالقاري
* * *
أمّ العُرف الجاري خرجت
عن سلطان العُرف الجاري
هل ملَّت حمل مناكبها
فتنادت: أوشك إبحاري؟
* * *
ماذا يا(مِذحج) هيَّجها؟
فلتت مِن قبضة إصراري
لا الصبح تجلّى نيَّتها
لا أفشاها النجم الساري
* * *
هل جاشت تبحث عن شعبٍ
أطرى، أو عن رعبٍ طاري؟
هل للأرض الكسلى يا بني
أوطارٌ تشبه أوطاري؟
أوَلم تسمع أنشودتها؟
شاهدت حطامي وغباري
قالت لي ما لا أفهمهُ
عصفَت بالمزري والزاري
جاءت مِن خلف مدى ظنِّي
مِن خلف مرامي أنظاري
* * *
هل قالت هاك خطوراتي
فلتتعلمْ مِن أخطاري؟
لم تترك لي وقتاً أُصغي
أو أُبدي بعض استفساري
نفثَت سريَّتها الغضبى
مِن قعر أرومة أسراري
وأظنِّي قلتُ لها: اتئدي
أو قِرِّي، أو لا تنهاري
لا أدري ماذا قلت لها
قالت: طلَّقتُ استقراري
ركضَت مِن تحتي، مِن فوقي
مِن قدَّامي، مِن أغواري
مِن بين خلايا جمجمتي
مِن تحت منابت أظفاري
* * *
حدَسٌ (ادجولوجي) علَّتها
قال المقري: أمرُ الباري
ما جدوى هذا، أو هذا
أو ذاك الوصف الإخباري؟
لا شيخ المسجد أوقفَها
لا ألجمها المستر (لاري)
حتى (رختر) يبدو أغبى
مِن ذيّاك العجل (الذاري)
* * *
أبَتِ: أضَعُفتَ ولا تدري؟
هربت مِن حولي أقطاري
وأعز مآمنيَ اضطرت
أن تمسي خوفاً إجباري
أتراها أبقت لي أثَراً
مَن كانت تدعى: آثاري
مِن خلف (الصيَح) إلى (أضرعةٍ)
حُفَري، وشظايا حُفَّاري
* * *
أتشمُّ - هنالك أوديتي؟
أتصيخ هناك لمزماري؟
أتشاهدني وأنا أتلو
في قلب التربة أسفاري؟
يظما المحراث، فأسقيهِ
عَرَقي وأغنّي أثواري..
أذكرتَ هنالك أبنيتي
تحكي للأنجم أسماري؟
وتحيِّي الضيف بريحاني
وتلاقي الريح بإعصاري
جذَّرتُ الصخر على صخرٍ
وهناك دُفنت بأطماري
أضحَت – يا طفلي – مقبرتي
مَن كنت أُسميِّها داري
(أوجار الثعلب) تحرسهُ
فلماذا خانت أوجاري؟
أوكار الطير تُحصِّنهُ
وأنا أكلتني أوكاري
#اليمن
#زلزال_سوريا
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين