...
مكان الكادح المسحوق والعاني فريسة للسُّعارْ
سُعار السوق والإقطاع وأعقاب البيادات الكبارْ
مكانه في مكانه ما قطع خطوة ولا شبر ارتفعْ
محلّك سِر في قاع الغلايب والوجعْ
على ظهره خرائط قهر مرسومة بنارْ
وفي صدره هموم الدهر وأحزان المدارْ
وعاسُه قَعس وأطماره رُقع ترقع رُقعْ
قهد نومُه وأحلامه فزَعْ
وأيامه دواير من غبارْ
سَهَنْ تسرح جُمَع تبلع جُمَعْ
ولا احَّد بين آماله وآلامه فرَعْ
يبكّر بعد رزقه مثلما قالوا ولا فاد البُكارْ
معه للرزق وأسبابه مية مهنة وحيث ماجا بوارْ
معلِّم صف أسطى مَقوَتي شاقي موقِّص للحجارْ
ومن مِهرة ورا مِهرة يكارد ما هجعْ
ومن طاسة قفا طاسة زلج عمره بَرَعْ
وكم لجل الكرامة ثار كم خيّط من أوجاعه شعارْ
وكم ساهم وكم قرّح ضمارْ
وكم رَاجَم ولا حصّل بُعارْ
وكم باسمه ضلالي طاح والتالي على ظهره نكعْ
سوا السابق والأسبق مثلما الحالي وخفرع منقرعْ
وبالي القيد صار اسمه سوارْ
وصار أيلول أيلولين ميلادي وهجري وابن ملجم ذوالفقارْ
متارس في متارس والرماة أشكال والكادح نَصَعْ
جُرع تتبع جُرعْ
جشع يخلف جشعْ
وليل الظلم خَلّظ ليل يا ليلى وقيسك بانتظارْ
مكانه في مكانه محتزم عشقه يدندن للنهارْ
يِخزّن قات أحلامه مُكيّف ما نَجَعْ
مكانه في جُنانه لا نزف لحنُه ولا دنّه ولا بطّل ولَعْ
مكانه محتزم حافي على شوك المسارْ
مُولّع بالنهارْ.

...
م/لوحة المنشور لرائد الفن التشكيلي في اليمن والجزيرة العربية الفنان الراحل هاشم علي

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين