انظر إلى أخلاق الناس لتعرف معادنهم، وشاهد أفعالهم لتعرف أصولهم، هذه الطريقة السهلة ستوفر الكثير من الوقت، وستغنيك عن البحث والتتبع والتقصي عن خلفية وتاريخ أي شخص.
قبل يومين وصلت أول دفعة من الأسرى الأبطال إلى صنعاء، وحينها اتصلت بأحد الأصدقاء لأكلمه بشأن موضوع آخر، لكنه أجابني على الفور وهو يضحك: اليوم عندنا عيد عيد، ذهبنا لاستقبال 12 أسيراً من أقاربنا وأبناء قريتنا.
برغم أنه لم يكن لديه ضمن الأسرى قريب من الدرجة الأولى، لكنني من خلال نبرة صوته شعرت بأنه سعيد ومسرور إلى أبعد حد، فما بالكم بأمهات الأسرى وآبائهم وزوجاتهم وأبنائهم..!
تلك الأم التي تقطعت روحها شوقاً لفلذة كبدها، وذلك الأب الذي انفجر قلبه متسائلاً عن حال ابنه، ذرفت دموعنا نحن من الفرحة، فما بالكم بهؤلاء.
نعود لموضوعنا الرئيسي، لأن بعض الناس لا يستطيعون أن يميزوا بين الحق والباطل إلى يومنا هذا، نقول لهم انظروا إلى أخلاق هؤلاء وأخلاق أولئك.
بمجرد إلقاء نظرة على أحد أسرانا المحررين تشعر بكمية العذاب المرعب الذي مر به، وبالآلام والأوجاع التي عاناها.
أولئك الأنذال يتعاملون مع الأسرى بكل وحشية وقسوة وإجرام، وقد توصلوا بنذالتهم إلى أساليب تعذيبية لا تخطر على بال أحد.
كلنا نعلم هذا.. ويمكنكم أن تسألوا أي أسير من أبناء الجيش واللجان الشعبية عما ذاقه من جور وعذاب.
صحيح أننا فرحنا بعودة الأسرى، ولكن ما ينغص فرحتنا أن البعض منهم لم يعد يستطيع العودة لحياته الطبيعية، من شدة التعذيب الذي مر به نفسياً وجسدياً.
هذه أخلاق تحالف العدوان ومرتزقته، حتى وصلت بهم وضاعتهم إلى دفن الأسرى أحياءاً.
شاهدوا أخلاق أولئك، وشاهدوا أخلاق رجال الرجال الذين يطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا.
ناهيكم عن الأسرى المغرر بهم، هناك أسرى سعوديون وسودانيون ومن مختلف الجنسيات، ولم نر أحدهم يشكو من تعذيب أو معاملة غير لائقة.
هذا الأمر لوحده معيار كاف للتمييز بين الحق والباطل، وبين أهل الخير وأهل الشر.
حتى في الملفات الأخرى، شاهدوا الوفد السعودي الذي جاء ليغالط ويدعي أنه وسيط وليس طرفاً معتدياً.
يحاول هذا الوفد أن يحل الملف السياسي ويماطل في الملف الإنساني، ويريد أن يتنصل من مسؤوليته في سفك دمائنا وتدمير بلادنا ونهب ثرواتنا.
أمراء وحكام بني سعود لا يهمهم سوى مصلحتهم، ويريدون أن يخرجوا من هذه الحرب دون أن يدفعوا ثمن جرائمهم، ويتهربون حتى من تخفيف معاناة اليمنيين.
وهذه النقطة - تأجيل الملف الإنساني - هي محور الخلاف بين الوفد السعودي ووفد صنعاء، الذي يصر على تقديم الملف الإنساني وفتح المطارات والموانئ ودفع مرتبات الموظفين قبل كل شيء، ثم يكون لنا حديث.
هذا معيار آخر للتمييز بين أهل الخير وأهل الشر، ومرة أخرى أقول لكم انظروا إلى أخلاق الناس لتعرفوا معادنهم.
* نقلا عن : لا ميديا
طباعة الصفحة
مقالات ضدّ العدوان
فيسبوك 
تويتر 
يوتيوب 