وها نحن نعيش اليوم تدشين المراكز الصيفية دوراتها الدراسية بمختلف مراحل التعليم والأنشطة المتنوعة الهادفة التي من خلالها تبنى الأجيال وترتقي الأُمَّــة في مسارات عملها وفق المنهج القرآني والثقافة والهُــوِيَّة الإيمانية والعقائد الصحيحة.
علم وجهاد شعارات طالما سمعنا بها في حلقات ومدارس تحفيظ القرآن لعقود من الزمن لنتفاجأ في ليلة وضحاها أن تلك التوجّـهات وهامات الفقه والمدارس والمراكز العلمية والمعاهد انخرطت وبقوة في العداء للأُمَّـة والشعوب العربية والإسلامية المناهضة للاستعمار والهيمنة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي ودجنت الأُمَّــة بثقافة الضعف والاستكانة لولاة الأمور العصاة والفسّاق والطاعة العمياء لهم وعدم الخروج حتى وأن زنوا وسرقوا وعملوا ما هو أفظع، وجعلوا الأُمَّــة تعيش الخنوع والإذلال والهيمنة من قبل أعدائها.
ومع ثورة المسيرة القرآنية بقيادة السيد القائد ومن قبله الشهيد القائد تغيرت ملامح العلم وباتت المراكز الصيفية تؤتي ثمار العلم الصادق والجهاد النافع والبناء في خضم الأحداث المتسارعة، والاتّجاه بالأمَّة نحو الأُفق النيّر والصراط المستقيم تحت شعار علمٌ وجهاد بناءٌ وإعمار؛ بهَدفِ إصلاح واقع الأُمَّــة وإزالة الاعوجاج التي تبنته الثقافات المغلوطة ذات الانحراف، الذي كاد يُسقِطُ الأُمَّــة ويكسر ظهرها، بحيث لا تقوم لها قائمة.
وبعناية من الله وتوفيق وفضل منه سبحانه وتعالى، وبحكمة قائد الثورة والمسيرة القرآنية، ها هي المراكز الصيفية تُدشّـن دورات العلم والتنوير والبصيرة والجهاد ومن جديد يلتحق أبناؤنا بالمدارس الصيفية ومن كافة شرائح المجتمع اليمني ليمحوا ثقافات الجهل والتخلف والانبطاح, ليتزودوا بما ينفعهم في مسيرة حياتهم وفق المنهج الإلهي وبما ينفعهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم لتترسخ في واقعهم وواقع الشعب والأمَّة أنه لا يمكن أن تنهض الأُمَّــة إلا بالعلم وبالأخوة الإيمَـانية ومحاربة ثقافات التطبيع والخيانة والانصياع لولاة الجور والظلام، وهو ما يجب علينا جميعاً صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً الاهتمام بهذه المراكز، ولنجعل منها مراكز نور وهدى وبصائر نستنير بها في حياتنا ومماتنا لما فيه صالح الأُمَّــة وعزتها وسعادتها وفلاحها في مواجهة أعداءها من اليهود والنصارى والمنافقين.
وهي كذلك لمن ينزعجون ويكيلون التهم ويتباكون على الأطفال والطلاب الذين سيُحرمون من متابعة أفلام ومسلسلات الكرتون ومتاهات توم وجيري ومسلسلات أُخرى هابطة هزيلة وضياع مع التكنلوجيا والهواتف الذكية ومواقع الانحلال الثقافي والأخلاقي.
إذاً فلينزعج هؤلاء فبانزعَـاجهم يتأكّـد لنا أننا على النهج والصراط الذي يريد الله منّا ويريده القرآن، أُمَّـة مجاهدة تأبى الخنوع وترفض ثقافات الانبطاح والتدجين الأعمى لكل الجبابرة والمفسدين تحت أيّة عناوين.