يحرص أعداء الأمَّة على إثارة التباينات في داخل الأسر، وما بين الرجل والمرأة، إذ يسعون إلى تقديم المرأة باعتبارها عالمًا لوحدها والرجل عالمًا لوحده، ثم يأتون لتحريك المرأة باتجـاه المطالبة للحصول على حقوقها وأن تكون شريكًا في هذه الحياة بنمط آخر من باب التباين والتنازع والتنافس والاختلاف والتصارع، يقول السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة للعام 1440:
“ثم هم يتجهون إلى مجتمعنا بنفسه الذي لا يزال من أَهَــمّ ما فيه بقايا آثار الإسْـلَام وحركة الإسْـلَام قدر جيد من التماسك الأسري وهذا الترابط الأسري والتقديس للأسرة والارتباط الأسري، يتجهون إلى هذا المجتمع لتفكيكه كما فككوا بقية المجتمعات ويستمرون في تفكيكها، توجه لتفكيك هذه الأسرة والاستهداف لها تحت عناوين يحرصون أَوَّلًا على إثارة التباينات في داخل الأسر، إثارة التباينات، التباينات ما بين الرجل والمرأة، قدموا المرأة عالَمًا لوحدها والرجل عالَمًا لوحده، ثم يأتون للمرأة بتحريكها باتِّجَـاه أن تتحَـرّك للحصول على حقوقها وأن تكون شريكًا في هذه الحياة بنمط آخر بطريقة أُخْــرَى من باب التباين والتنازع والتنافس والاختلاف والتصارع بينما هي شريك طبيعي في واقع الحياة، واقع الحياة قائم ما بين الرجل والمرأة على الارتباط التلقائي والمباشر وسنتحدث عن هذه النقطة عندما نأتي إلى ما قدمه الإسْـلَامُ وما يقدمه الإسْـلَامُ، هم لا يريدون أن يتحَـرّكَ الجميعُ ككيان واحد وتوجه واحد حياته مرتبطة (بعضُكم من بعض) كما يعبِّرُ القُــرْآنُ الكريم.. لا.. بدون أن يأتوا باتِّجَـاهات لإثارة تباينات ثم يتحَـرّك كُـلّ صنف لوحده، الرجال لوحدهم والنساء لوحدهن ويبدأون بالتصارع والتنافس وكل يطالب بحقوقه وكل ينازع الطرف الآخر وكل طرف يحرض ضد الطرف الآخر، المرأة تُحرَّض ضد الرجل والرجل يحرَّض من هناك ضد المرأة ويشتغلون على هذا النحو مع بقية الفئات”.
مؤامرات الأعداء تجاه الأسرة وإفساد المرأة المسلمة:
يشخص السيد القائد مؤامرات الأعداء تجاه الأسرة وإفساد المرأة المسلمة، ويشير إلى أن الأَعْـداء يسعون إلى التركيز في تفكيك المجتمع المسلم بدءًا بتفكيك الأسرة، ويبين أن دعامة الأسرة والقاعدة الأساسية للأسرة هي المرأة، من موقعها كأم وكزوجة، إذ يقول: “
المجتمعُ الإسْـلَامي المستهدَفُ من أعدائه مكوَّنٌ من لبنات، اللبنة فيه هي الأُسرة، هذه اللبنة إِذَا حطمت إِذَا فككت ينتج بالتالي تفكيك للمجتمع الإسْـلَامي وبالتالي تسهل السيطرة عليه والتغلب عليه ولذلك الإسْـلَام يلحظ هذا الجانب، كيف يحمي هذا المجتمع كمجتمع ويحمي لبنات هذا المجتمع؟ يحمي اللبنة الأساسية التي هي الأسرة وداخل الأسرة دعامة الأسرة، أم الأسرة، قاعدة هذه الأسرة التي هي المرأة يقدم لها الحماية ويصونها من هذه الهجمة التي تستهدفها في ثقافتها في فكرها في نفسيتها في أَخْــلَاقها في روحيتها، وبالتالي في توجهها وبرنامجها العملي واهتماماتها في هذه الحياة”.
الإفساد تحت عنوان حقوق المرأة:
أن مؤامرات الأعداء تجاه المرأة يشوبها التناقض الذي يفضح أصحابها، فعندما يتحرك الأعداء تحت عنوان حقوق المرأة نجد أنهم في ثقافتهم وممارساتهم وسياساتهم أكبــر خطر على المرأة، إذ يشكّلون خطورة كبيرة على المرأة، وعلى الأُمَّـة بكلها، لاسيما وأن ثقافتهم تنظر إلى المرأة نظرة سلبية، فمن المعلوم أن اليهود الصهاينة لديهم ثقافة سلبية جـدًا عن المرأة ويعتبرون أنها رمز للشر، وعنصر بيد الشيطان، وهذا ما نجده في الكثير من نصوص ثقافتهم التي تعبر عن هذه النظرة السلبية تجاه المرأة، يقول السيد القائد:
“الأَعْــدَاء الذين يتحَـرّكون تحت عنوان حقوق المرأة هم في ثقافتهم وهم في ممارساتهم وهم في سياساتهم أَكْبَــرُ خطر على المرأة، هم يشكّلون خطورة كبيرة على المرأة كما يشكّلون خطورة كبيرة على الرجل، ويشكلون خطورة كبيرة على الأُمَّـة بكلها، ثقافتهم في الأساس هي ثقافة تنظر إلى المرأة نظرة سلبية، الصهاينة وهم من يقودون المجتمعَ الغربي وهم من يتحكمون بسياساته وتوجهاته لديهم ثقافة سلبية جِـدًّا عن المرأة إلى أنها رمزٌ للشر وعنصر بيد الشيطان وأنها بدءًا من حواء -عَلَيْــهَا السَّـلَامُ- أُمّ البشر وزوجة آدم كانت هي السببَ الأساسي في إغواء آدم ومن جرّته إلى الأكل من الشجرة وأنها التي ورطته في المعصية، وهكذا كثيرٌ من نصوصهم من تعبيراتهم في ثقافتهم تعبر عن هذه النظرة السلبية في المرأة إلى أنها عنصر شر وعنصر فساد وعنصر خطر وأنها هي التي ورطت الرجل إلى المعصية والتي دفعته إلى طاعة الشيطان وأن الشيطانَ اعتمد عليها في ذلك”.
استخدام المرأة اليهودية كسلعة لإفساد الاخرين:
تتجه السياسات العملية لليهود، وبرامجهم العامة نحو الاستغلال السلبي للمرأة باعتبارها سلعة رخيصة، وأداة ووسيلة للفساد وإفساد الأخرين، حيث يعتبر استخدام المرأة كوسيلة للإغراء من الأعمدة الأساسية في الحياة الاجتماعية عند اليهود، حيث تستخدم المرأة اليهودية كسلعة للإغراء لدى الآخرين؛ لكي يفسدوا من خلالها شباب المسلمين، ويقول السيد القائد في خطابه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة للعام 1440هـ:
“ثم تجدُ في سياساتهم العملية، وبرامجهم العامة ما يتجه نحو الاستغلال السلبي للمرأة وكأنها سلعة رخيصة، حوّلوها إلى وسيلة للفساد هدموا كرامتَها استهدفوها في عفتها في طهارتها أخرجوها من حيز الصيانة ومن كُـلّ التشريعات الإلهية التي تحميها وتصونها وتحفظ لها عفتها وطهارتها ودورها الإيْجَـابي في الحياة وخرجوا بها عن ذلك الاتِّجَـاهات والمسارات وبرامج تبعدها عن كُـلّ ذلك فأسهموا إلى حَـدٍّ كبير في توجيه ضربات موجعة للمجتمع البشري حتى في مجتمعاتهم، هم الآن في المجتمع الغربي في أمريكا وفي أوروبا هناك معاناة كبيرة جِـدًّا من التفكك الاجتماعي والتفكك الأسري، هناك انهدام كبير لهذا البنيان ويترتب على ذلك نتائج كارثية في واقع الناس هناك، في حياتهم في سلوكياتهم”.
ويشير السيد القائد في خطابه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة للعام 1440 بالقول:
“التركيز بشكل كبير جِـدًّا على الإفساد للمرأة والضرب لنفسيتها وفكرتها والتحويل لها إلى عنصر لإفساد الآخرين، وهذا واضح، ما يركز عليه الغرب حَـاليًّا ما تركز عليه منظماته في طليعة برامج عملها التي تتحَـرّك دائما تحت عنوان التنمية البشرية ما تركز عليه في برامجها الثقافية والتعليمية تتجه نحو هذا الجانب التركيز على إفساد المرأة”.
* نقلا عن :موقع أنصار الله