يُعرف الدريل أو المخزق بأنه آلة كهربائية تستخدم يدوياً أو توضع على منضدة وتسمى الدريل الصناعي أو المثقاب، ويستخدم المثقاب الكهربائي في ثقب الأخشاب أو الحديد والجدران بكافة أنواعها من خلال إبدال العمود الثاقب ذي السرعة الدوارة العالية التي تبلغ بحدود 5 آلاف دورة، ولم يكن يعلم مكتشفو هذه الآلة والشركات المصنعة لها أنها في يوم ما ستكون حكاية ورواية يتم تداولها بين (الإخوانجيين) من العراق إلى سوريا واليمن.
كثير من التقارير الصحفية التي روج لها الإخوان والقاعدة في العراق، تقول إن الدريل استخدم لتعذيب أفراد الجماعة الذين تم احتجازهم من قبل وزارة الداخلية العراقية، وبحسب ادعاءاتهم أن العناصر الذين كانوا معتقلين عثر عليهم مقتولين وآثار التعذيب بالدريل بادية عليهم.
وفي سوريا أيضاً حضر الدريل بادعاءات الجماعات التكفيرية المسلحة التي جرى ضبطها واحتجازها، حيث روى سجين سابق في أحد الفروع الأمنية في سوريا أنه جرى تجريده من الملابس، وتوقيفه عارياً أمام السجانين وهم يتفحصون جسد المعتقل قبل ثقبه بالدريل، ويتم إدخاله إلى زنزانة فردية عبارة عن مساحة صغيرة لا تتجاوز المترين، مقسومة في المنتصف بحائط، وفيها بطانية مهترئة، والكثير من الفئران، يجلس المعتقل فيها بجوار الحفرة الصغيرة التي تفرغ فيها الفضلات، ويترك المعتقل في هذه الزنزانات مكبل اليدين وراء الظهر بالكلبشات، بحيث لا يستطيع الاستلقاء أو الجلوس.
السيناريوهات متشابهة إلى حد كبير بحكاية الدريل والتعذيب، وكأن أفراد الجماعات الإرهابية لم يحفظوا قصصاً أخرى مختلفة، حيث روى الإرهابي جمال المعمري ما وصفها بالتفاصيل المرعبة، وقصص التعذيب الوحشية، التي قال إنه تعرض لها في سجن جهاز الأمن القومي بالعاصمة صنعاء.
المدعو جمال المعمري الذي قال في التحقيقات معه إنه أصيب بجلطة أثناء وجوده بالسجن، وسبق أن أصيب بجلطة أولى قبل دخوله للسجن، وكان يخضع للعلاج خلال عامي 2010 و2011 في ألمانيا ومصر، عقد مؤتمراً صحفياً في الرياض عقب خروجه من السجن ضمن صفقة تبادل مع حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة، وبدا في المؤتمر الصحفي مغالطاً متناقضاً مدلساً همه الأول والأخير التبرير لجرائم العدوان والإساءة للجيش واللجان الشعبية.
ومن بين الادعاءات التي قدمها في مؤتمره الصحفي الذي حضره عدد كبير من وزراء حكومة الفندق، وأذاعته قناة الحدث الأصغر مباشرة على الهواء، أنه تعرض للضرب والركل، ودخل في حالة إغماء نتيجة الضرب على مؤخرة الرأس وعلى العمود الفقري، وبعدها استمر الضرب بأسلاك الكهرباء، حتى جاؤوا بالدريل وثقبوا مؤخرته.
طبعاً لا أحد يستطيع تجاهل الصورة النمطية التي ارتسمت في أذهاننا عن القمع والتعذيب في الأجهزة الأمنية ومعتقلاتها طوال العقود الثلاثة الماضية في اليمن، إلا أن حزب الإصلاح كان ولا يزال يستخدم الادعاءات المتعلقة بالجانب الأخلاقي في قصة المسجونين من عناصره للتغطية على أعماله غير القانونية، فقصة جمال المعمري وحكاية ثقبه بالدريل ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الحزب هكذا ادعاءات، لسببين اثنين، الأول أن الحزب يسير على نفس مدرسة الجماعات التكفيرية والمسلحة في العراق وسوريا، وحلو إن عادهم عند الدريل، ما قد وصلوا للكيماوي، والثاني
أن اختيار الإصلاحيين للادعاءات المتعلقة بالجانب الأخلاقي تلقى رواجاً كبيراً وتعاطفاً واسعاً في أوساط مجتمعنا اليمني المحافظ.
قبل قضية المعمري بعدة أشهر روجت وسائل إعلام إخوانية أن أحد عناصر الحزب، ويدعى حسين عبد الله أخضر، من أهالي محافظة الحديدة، توفي أثناء فترة اختطافه بعد تعذيب وحشي تلقاه في سجن الأمن السياسي بصنعاء، وقبله كان الصحفي الإخواني يوسف عجلان قد عقد مؤتمراً صحفياً في مجلس حقوق الإنسان بجنيف، وادعى أن رجال الأمن هددوه بالاغتصاب خلال فترة احتجازه بسجن الأمن السياسي، قبل الإفراج عنه بصفقة تبادل أيضاً.
وفي العام 2010 شن الإصلاح وكتابه ووسائل إعلامه حملة كبيرة على الشيخ محمد أحمد منصور، شيخ منطقة الجعاشن، واتهموه بالكثير من القصص والروايات. أما في العام 2006 فكان ضحية ادعاءاتهم الشيخ شعيب الفاشق، وهو من أعيان تهامة ورموزها القبلية، واتهموه بأنه كان يضع (العصي) الهراوات في مؤخرات الإصلاحيين بالمنطقة.
كثيرة هي قصص الإصلاحيين غير الأخلاقية، ولا مجال لحصرها، ولكنها لم تحقق أياً من الأهداف المرجوة منها، ابتداءً من حكايات سجن الفتح في عدن وإدخال القوارير في مؤخرات السجناء، إلى ادعاءات الاعتداء على النساء وإرغامهن على ممارسة الجنس مع المجاهدين في حروب صعدة، لاسيما وأن اليمنيين جميعاً يعرفون الحقيقة، ويعرفون الغباء الإخواني المتكرر. عليكم تغيير السيناريوهات والقصص القديمة هداكم الله.
* نقلا عن
موقع ( لا ) الإخباري