شعب يبيت على فراش المرض والفقر المدقع والجوع الهالك وموت يزورهم جماعات وفرادى، بينما ثرواتهم تُنهب أمام أعينهم من قبل مافيا الغزاة والمحتلّين ونافذين أوجدهم الاحتلال الفرنسي لتنفيذ أجندته ونهب خيرات الشعب وبطرق قانونية أوجدها الفرنسيون عبر الأنظمة المتعاقبة بغرض فرض الوصاية والتبعية.
ثأر شعب النيجر على النظام الفاسد ليغيّر من واقعه السيئ والذي كان ينتظر فضلات فرنسا التي تنهب ثرواته وخيراته المختلفة، وعندما صحا وثأر وانقلب على السلطة الجائرة والعملية قامت قيامة فرنسا والغرب من هذه الثورة المستمدة من ثورات مالي وبوركينا فاسو ووسط أفريقيا كثورات تحرّر وسيادة، فضجّ الغرب وأدركوا أن تحرّر الشعوب تلك هو نهاية تسلطها ونهاية مخزية لتدخلها ونفوذها.
اليوم ومع ثورة النَّيجرية يحاول الفرنسيون ومن خلفهم الصهاينة والأمريكان إجهاض الثورة ووأدها؛ بهَدفِ إعادة الرئيس المخلوع ليستمر العبث والنهب بحق خيرات الشعب الذي يتهدّده الغرب بالحرب كتدخل سافرٍ وبغيض، الهدفُ منه إحكام مع استمرار السيطرة ونهب الثروات وتكميم الأفواه واستعباد النفس البشرية.
نحن ومن منطلق إيماننا بالله وبأحقية الشعوب العربية والإسلامية والعالمية في تقرير مصيرها دون تدخل ومزاجية من أي طرف كان، وليس من المفترض أن يستمر الغزاة والمستكبرين جاثمين بسيطرتهم السياسية والسيادية والاقتصادية ضد الشعوب التي دائماً ما تتطلع للحرية والسيادة المكفولة لها من الله سبحانه وتعالى.
ما يُحتمل أن يواجه إخوتنا في النيجر هو الذي يعانيه ويواجههُ الشعب اليمني لتسعة أعوام عدوانية وحصار ظالم شُنَّ علينا تحت يافطة إعادة الشريعة والتي يريد الغرب لصقها اليوم بدنبوع القرن الأفريقي محمد بازوم، وثمة تشابه كبير بين قضايا الشعوب الإسلامية الحرة وهي نفس السياسة التي تستخدمها أنظمة الاستكبار للحيلولة دون سقوط أَو تساقط أوراقها وأدواتها المتمثلة بالأنظمة العميلة، وهو ما لا يرضه الأحرار والشرفاء في النَّيجر وسيقطعون حبل الوصاية والاستعمار عن بُعد بعون الله، ولن يبقى للدول الطامعة والطامحة استمرار الهيمنة والعبث والاستغلال، فقد قالها الشعب النَّيجري وخرج عن بكرة أحراره ضد هذه الأطماع، وأن الله على نصره لقدير.