|
التقييم السليم..والتغيير الجذري
بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس
نشر منذ: سنة و شهر و 15 يوماً الثلاثاء 10 أكتوبر-تشرين الأول 2023 11:45 م
التقييم الواقعي للأداء داخل مؤسسات الدولة، يعد الخطوة الأولى في طريق محاربة الفساد، وتصحيح مكامن الخلل والإعوجاج، وتصويب المسار والارتقاء بمستوى الأداء داخل مختلف أجهزة ومؤسسات الدولة نحو الأفضل، من خلال التقييم السليم سيحصد المواطن ثمرة الأداء الحكومي المتميز في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة، وسيلمس الجميع أثر التغييرات التي تأتي كنتاج طبيعي لعملية التقييم السليم لذوي المسؤولية، وسيحرص كل مسؤول على أداء مهامه ومسؤولياته على الوجه الأكمل دون أي أخطاء أو تجاوزات متعمدة وغير قانونية تعرضه للمساءلة والمحاسبة، لأنه سيدرك أن التقييم الذي يخضع له هو المعيار الحقيقي في البقاء أو المغادرة للمنصب الذي هو فيه أو الوظيفة التي يشغلها .
المسؤولية تكليف لا تشريف ومغرم لا مغنم، والبقاء فيها للأنجح والأكثر تميزا والأنزه والأصدق والأكثر أمانة ووطنية، من ذوي الضمائر الحية، الحريصة على المال العام، المتجندة لخدمة المواطنين والقادرة على تجسيد القدوة الحسنة للموظفين والمواطنين في مختلف مجالات ومواقع المسؤولية الموكلة إليهم، معايير الكفاءة والنزاهة والأمانة والوطنية هي من تقيم المسؤول وعلى ضوء ذلك يتم التعاطي معه، ومنحه ما يستحق من الدعم والتكريم في حال التميز، أو العزل والمحاسبة في حال الفشل والإخفاق، ولذا ينبغي أن تتحلى العناصر الموكل إليها مهمة التقييم بمواصفات خاصة لضمان فاعلية هذه الخطوة وأثرها على الوطن والمواطن .
لا مجال للمجاملات والمحسوبيات وغيرها من الأساليب الملتوية، قائد الثورة وضع النقاط على الحروف، وقطع الطريق أمام أي محاولات بائسة من هذا القبيل، التغيير الجذري دخل حيز التنفيذ بإقالة حكومة الإنقاذ الوطني وتكليفها بتصريف الأعمال إلى حين تسمية رئيس الحكومة الجديد وتسمية فريقه الحكومي الذي يعول عليه الشروع العملي في تنفيذ التغييرات الجذرية التي من شأنها تصحيح الاختلالات وتحسين مستوى الأداء والارتقاء به نحو الأفضل، نريد أن نلمس جميعا أثر هذه التغييرات في واقعنا المعاش في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة في حدود ما هو متاح من الإمكانيات وما هو قابل للتنفيذ بلغة العقل والمنطق بعيدا عن الشطحات والقفز على الواقع، وخصوصا أننا على دراية تامة بالأوضاع في البلاد والإمكانيات المحدودة التي تمتلكها سلطة صنعاء، ولا نريد أن نحمل الحكومة الجديدة ما لا تطيق، فهي أولا وأخيرا لا تمتلك العصا السحرية ولا مصباح علاء الدين، فأمامها تحديات كبيرة والطريق أمامها لن تكون مفروشة بالورود، ويجب أن تتكاتف الجهود معها لتمكينها من تنفيذ الأولويات التي سيتضمنها برنامجها الحكومي والتي وضع الخطوط العريضة له السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله خلال كلمته الهامة بمناسبة المولد النبوي الشريف.
بالمختصر المفيد، المرحلة تتطلب من القيادة السياسية والحكومة القادمة التحلي بالجد والمثابرة والعمل الدؤوب من أجل إحداث نقلة نوعية في مختلف المجالات، تكون باكورة عملية التغيير الجذري الذي يتطلع السواد الأعظم من أبناء شعبنا إلى أن يحصدوا ثماره ويلمسوا أثره في حياتهم وواقعهم المعيشي تجسيدا وترجمة لتوجهات القيادة الثورية التي دائما ما تثبت لنا حرصها الكبير وانحيازها الأكبر للشعب وتسعى جاهدة من أجل تمكينه من الحياة الكريمة والعيش الرغيد، في رحاب دولة يمنية حديثة تمتلك كافة مقومات النهوض والتطور في مختلف المجالات، دولة مستقلة القرار والإرادة، دولة لا وصاية عليها من أحد، دولة تمتلك قرارها وقادرة على حماية نفسها والحفاظ على سيادتها وثرواتها ومقدراتها، وتعتمد على الاكتفاء الذاتي في أكلها وشربها وغذائها وكل مقومات النهوض والتطور والمواجهة والتحدي والصمود والثبات .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله . |
|
|