عدوانٌ طال، يسابق الأيّام، ليبلغ عامَه التاسع، ما يزالُ حصارهُ يخنق، والأعراب تتزايدُ في الاستكلاب، أثكل الأكتاف، وأحرَقَ الشجر والحجر، واستهدف المنشآت الحكومية والعامة، وقصف وحصار على مطار صنعاء، تسع سنوات والشعب يقاوم، بصبرٍ يتحدى الصعاب، وبعزمٍ لا نظير له يقاتل الأذيال، وببصيرة يقف شامخًا في وجه الإجرام الصهيوني، بكل حب وصدق يفدي الوطن، وبدمه يفدي الأعراض، تسع سنوات والقصف يتزايد يومًا بعد يوم، والضحايا سكان أبرياء، لا شأن لهم بساحات القتال، جبهات مفتوحة، وتصعيد عسكري مُستمرّ، قذائف وغارات مُستمرّة وليومنا هذا ما زالت تتساقط على رؤوس المواطنين، والعرب في صمت مطبق، لا يسمع لها نفس، إلا إذَا أذنت لهم أمريكا وقالو سلاماً لكِ يا عزيزة الشأن، أطفال تحت الركام تُباد وتشتكي ظلم فاق طاقتها، ثكالى يعز عليهم فقد بيوتهم وتشريدهم من مساكنهم، نساء حائرات بعد قصف اتنزع الأمان من أعماقهن، تسع سنوات والعدوان يجول ويصول، أَيْـضاً تسع سنوات واليمن تصنع وتقاتل بكل بأس وعزم، وقوة عجز عن تفسيرها الكثير.
بالأمس اليمن تتلقى ظلهم على شكل نوبات صاروخية إجرامية تسقط على الأبرياء لتغرس خنجراً عربيًّا خائناً، بات المستعربون يهوداً بامتيَاز، واليوم غزة تنادي الغوث يا أشقائها العرب، هبوا وتحرّروا من القيود التي كبلتكم لسنيين، أين العرب، وأين العروبة والحمية، فأنا قبلتكم الأولى، ومقدساتكم التي طال قيدها!، ولكن كالعادة، يجعلون أصابعهم على آذانهم ويستغشون ثيابهم، متناسين أوجاع فلسطين التي قامت ونفضت غبار اليائس لعلها تجد العرب جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف سعياً نحو حريتها، ولكنها الصدمة التي بهت لها الكون وتستنكرها الطبيعة البشرية، فقط كما اعتدنا نسمع برقيات الاستنكار التي تعوم في بحر التواصل الاجتماعي، وفي ربوع الإعلام العربي والغربي فقط، لما تقوم به حركة حماس، من جهاد ودفاع لاستعادة الأرضي المغتصبة وطرد اليهود من أرضٍ طاهرة، أرض الأنبياء والزيتون ومسرى الرسول، باتت فلسطين اليوم وبالأمس معيار الإنسانية، ومقياساً يقاس به صدق إيمانك وانتمائك الديني، تختبر مدى إنسانيتك من عداهما، أَو أنك قد استبدلتها بنفسية يهودية تتحَرّك لصالح إسرائيل، لا بأس سيجتمع الخصمان يوماً ما، أما فسلطين والمحور بقيادة الله وعظماء آل محمد فسيحرّر القدس يقيناً بذلك، أما اليهود والمطبعون المتسترون بستار الولاء المطلق بقيادة الشيطان وقرنائه من إسرائيل من اليهود فهم حتماً إلى زوال.
أما اليمن القائد والشعب، فهم على أهبة الاستعداد للقاء والقتال في ساحات القدس، مشتاقون للجهاد، توّاقون للقاء، رهن الإشارة، مسلمون للقيادة، بأرواحهم وأموالهم وعتادهم يفتدون الأقصى، والصناعات العسكرية والترسانة الحربية التي تم تشكيلها على مدار السنوات، والجيوش القرآنية، ستكون خصمًا لليهود والمطبعين، وتكون طوفانَ يجرف الإسرائيليين بعيدًا إلى مزبلةِ التاريخ، وهم في استعداد تام مصداقاً لقوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخرين مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَـمُونَهُمُ) ونفيرٌ عام وجهادٌ مخلصٌ لله ودينه، والسيد القائد أكّـد على أهميّة القضية الفلسطينية، وعن مدى أهميّة هذه العملية، حَيثُ قال: (هذه العملية التي كانت لها نتائج كبيرة في كسر المعادلات، وفي إلحاق الخسائر الفادحة بالعدوّ الصهيوني المجرم، المتكبر، المتغطرس، الظالم، المعتدي، المغتصب، كما أنَّ لها آثاراً كبيرةً جِـدًّا في الانتقال بمستوى الأداء الجهادي للمجاهدين الأبطال الأعزاء في الشعب الفلسطيني العزيز، ولها أهميتها الكبيرة في التوقيت، بحسب الظروف، بحسب الواقع، بحسب السياق الذي أتت فيه على مستوى واقع المنطقة بشكلٍ عام).
سيضع بصمة بركن القدس بأن له ولأنصاره، جهاد، وتضحية حتى يشاء الله للقدس تحريراً محوريًّا، حيث قال: (نحن في تنسيقٍ تام مع محور الجهاد والمقاومة لفعل كُـلّ ما نستطيع).
وأضاف: (التنسيق فيه مستويات معينة للأحداث وخطوط حمر من ضمنها إذَا تدخل الأمريكي بشكل مباشر فنحن مستعدون للمشاركة بالقصف الصاروخي والمسيَّرات والخيارات العسكرية) سندخل المعركة بصناعات يمنية خلقت من رحيم المعاناة التي عاشها الشعب في ظل حرب، فنحن في ظل قيادة محمدية هاشمية، ربتنا على ضرورة التحرير الفلسطيني تكلم السيد عن الخطوط الحمراء، وأنه مستعد للتضحية، وللقتال لولاء العوائق والحصار لكنا أول الحاضرين، وأول من تلقفت الرصاص صدورهم دفاع عن أطفال ونساء فلسطين، وأكّـد في كلمته بأن (هناك خطوطًا حُمْرًا في الوضع المتعلق بغزة ونحن على تنسيق مع إخوتنا في محور الجهاد وحاضرون للتدخل بكل ما نستطيع).
فالقدس لنا، والحق معنا، والغلبة لله ولجنده، ومن ينصر الله، الله يؤيده بالنصر، ويثبت الأقدام، فترقبوا يوم ينادي المنادي على رؤوس الأشهاد، القدس تكسر القيود وتحضن الضفة الغربية ورام الله، وتشرق شمس الحرية والاستقلال الفلسطيني، ويصبح السابع من أُكتوبر شبيهًا الـ٢١ من سبتمبر، وَتاريخ النصر اللبناني الذي سُجل بعارٍ إسرائيلي؛ ليصبح تاريخ المحور مؤزرًا بالنصر والغلبة، والعاقبة للمتقين.