السياسة الأمريكية الرعناء تجاه الأوضاع في فلسطين، والصلف الصهيوني والرغبة في الانتقام من الهزيمة الثقيلة التي لحقت بهم، وإعلان الحرب ضد أبناء فلسطين، جعل الكثير من دول العالم، التي تملك أجندات خاصة تعتمد على القوة لتنفيذ خياراتها، تترقب الأوضاع في فلسطين وما سينتج عنها، لتنفيذ خطوات عسكرية تخدم أجنداتها، في الوقت الذي فيه أمريكا بحاجة لإخماد كل حرائق العالم لتتمكن من التركيز على الصين وروسيا.
عندكم على سبيل المثال لا الحصر:
دولة أذربيجان تتهيأ لاحتلال الشق الجنوبي من دولة أرمينيا. وإثيوبيا تحضر للعودة لاحتلال إريتريا والحصول على ميناء عصب، بعد أن أصبحت دولة حبيسة. وإيران تعلن أنها ستدخل الحرب ضد كيان العدو الصهيوني، وستفعلها. ومصر ستضطر للدخول في الحرب ضد الكيان باعتبار أن هناك خطراً كامناً ضدها بالرغبة باقتطاع سيناء، وتريد أمريكا و«إسرائيل» جعلها وطناً بديلاً للفلسطينيين بعد تهجيرهم قسراً.
ومصر كذلك تريد الاستفادة من الأوضاع لقصف وتدمير سد النهضة الإثيوبي مهما كانت الأضرار بعد ذلك.
أما «حزب الله» فقد دخل الحرب وسيطر على أول «مستوطنة إسرائيلية» في الشمال ورفع علم الحزب هناك «سكتة بسكتة».
سورية تتحضر لدخول الحرب ضد «إسرائيل»، وأسباب قصف «إسرائيل» للمطارات السورية مؤخراً يأتي في إطار تعطيل تدفق الأسلحة الإيرانية والروسية إلى سورية.
وروسيا تسيطر على مدن أوكرانية جديدة بالكامل (برضه سكتة بسكتة!). وأوكرانيا تصرخ من الوجع نتيجة تركها بمفردها تواجه مصيرها البائس، بعد تحول الأنظار الغربية والدعم إلى «إسرائيل».
الصين تتحضر لإعادة ضم تايوان أكثر من ذي قبل، وتعول على انزلاق الأوضاع في فلسطين.
والرئيس الشيشاني رمضان قديروف يتحضر لإدارة حملة واسعة في الدول الإسلامية بأوروبا الشرقية ووسط آسيا يعلن فيها «الجهاد» لتحرير فلسطين.
روسيا والصين ظهرتا كصديقتين للعرب والمسلمين تطالبان بإيقاف حصار غزة وإعلان دولة فلسطين... وهذا يضر بصورة أمريكا تماماً
وشعوب المغرب العربي (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب) تدعو إلى «الجهاد» في فلسطين بعد أن كانوا يذهبون بهم إلى سورية والعراق.
لن يكون بمقدور أمريكا وأوروبا و«إسرائيل» الاستمرار في هذه الحرب. سيوقفونها مرغمين، حتى لا تنزلق الأمور ضدهم في أكثر من منطقة بالعالم.
* نقلا عن : لا ميديا