كَثُرَ الحديث وعيداً عن هجوم بري يحضر له العدوّ الصهيوني على قطاع غزة يسبقه غارات عدائية مكثّـفة وجرائم إبادة جماعية يستخدم فيها الصهاينة سياسة الحزام الناري، حَيثُ يتم تدمير أحياء ومربعات كاملة يرافقه تهويل إعلامي غير مسبوق وكأنه الطامة الكبرى والزوال والنهاية المحتمة للصهاينة.
دعوهم يتقدموا متراً واحداً على حدود غزة مع الأراضي المحتلّة ليسهل اصطيادهم من قبل أسود الجهاد والمقاومة، دعوهم يتقدموا شبراً واحداً لتشاهدوا أرض غزة تبتلع جحافلهم وتنسف آلياتهم ومجنزراتهم، دعوهم يتقدموا إن استطاعوا فقد أمكن لهم رجال المقاومة والجهاد ما لم يكُن في الحسبان وما لم يخطر على قلب صهيوني لعين.
دعوهم فالأرض وتربتها قطعت عهداً لدماء الشهداء والضحايا من النساء والأطفال في قطاع غزة وعموم جمهورية فلسطين أن تدفنهم أحياء إن نجوا من الطوفان الغزاوي شعبًا ومقاومة، وحتى النساء والأطفال يتشوقون لقياكم على الأرض مدججين بأسلحتكم ومدرعاتكم وجحافلكم، فمهلاً لنا كلمة الفصل في غزة فقد أقسمنا ألا نبرح الأرض وأنتم أحياء.
الكمائن محكمة كفيلة بإرسالكم إلى الجحيم والأنفاق مظلمة كفيلة بأن تجعلكم تتمنون الموتَ دون أن تلقوه، أنفاق الموت وكمائن الهلاك تنتظركم تفتح أذرعها لاستقبالكم، ستُدفنون تحت نيران من جثثكم وستملأ غزة والغلاف بدمائكم النجسة ولن تنجوا من المستنقع الذي ينتظركم إن أنتم تماديتم.
هيّا أيها الأوغاد، أيها الأراذل، أيها الأقزام إن كنتم رجالاً فتقدموا براً ويسندكم سلاح الجو والبحر لتتقدموا خطوات، لا تتأخروا بالاجتياح البري فأسلحتنا تتوق لمناجزتكم رجلًا برجل فلم نتمكّن من مناجزتكم في معركة “طوفان الأقصى” فقد ولَّيتم الأدبار ومن خانته أقدامه وقع قتيلاً تحت أقدامنا ملعوناً بجرائمه ومطروداً من رحمة الله أَو أسيراً ذليلاً صغيراً، ينتظر رحمة أشبال ورجال الجهاد والمقاومة أولى البأس الشديد والقوة التي يستمدونها من الله سبحانه وتعالى، ومن حق القضية التي يحملها شعب ومقاومة فلسطين وغزة، حتى وإن وقف العالم مع الصهاينة ووقفت الأنظمة العربية صمتاً وخنوعاً، فلن يخلف الله عهد وهو الكفيل بالنصر والتأييد والغلبة لمن ظُلموا.
ولكن إن حاول الصهاينة القيام بعملية هجوم واجتياح بري على غزة فقد يدخل في مرحلة ثانية من التيه الذي عاناه أجدادهم في عهد نبي الله موسى -عليه السلام- وحتماً هذه المرة هي الثابتة وهي النهاية المخزية والمذلة لهم في الدنيا والآخرة.
فهذه سنة الله في الظلمة والمجرمين والعصاة، يأخذهم بذنوبٍ اجترحوها وظلمٍ عاثوا به الفساد والإفساد وإسراف في القتل والتدمير، وإن الله غالب على أمره ولو كره المجرمون، ليجعل الله أمراً كان مفعولاً، وتسبب الصهاينة والأمريكان بالإيقاع بأنفسهم على خط سخط الله وانتقامه.