ليلى عماشا
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
ليلى عماشا
فوضى التحليل الإعلامي في مقاربة حادثة الطائرة
فوضى التحليل الإعلامي في مقاربة حادثة الطائرة
يوم الأسير الفلسطيني.. والطوفان
اليمن: أخٌ سخيٌّ لا يشبهه أحد
جيل ما بعد تموز 2006.. فطرة ووعي ومقاومة‎
التهويل.. صنعة الرماديين في الحرب
عن لغة
عن لغة "ضدّ المقاومة"
الإعلام عام 2023: الحرب امتحان!
الحرب الناعمة مستمّرة.. تحت النّار!
لا للحرب..؟ حقًا؟!
لا للحرب..؟ حقًا؟!
جنين الأسطورة.. والبطولة

بحث

  
“معليش.. وليخسأ جيش الاحتلال”
بقلم/ ليلى عماشا
نشر منذ: سنة و 4 أسابيع و يوم واحد
الخميس 26 أكتوبر-تشرين الأول 2023 08:44 م


تستهدف الآلة العدوانية المتوحشّة الصحافيين منذ اليوم الأول للعدوان، واستشهد من جراء ذلك حتى اللحظة ٢٣ زميلًا في غزة عدا عن استهداف سيارات تابعة لمؤسسات إعلامية في جنوب لبنان ما أدى إلى استشهاد الزميل عصام عبدالله وجرح آخرين، ومحاصرة فريق صحفي إيراني قرب موقع العباد.

الصحافيون في الحرب ولا سيما المراسلون الميدانيون المتواجدون على الخط الأمامي، يعلمون أنّ احتمال استهدافهم أو تعرّضهم للإصابة في القصف الهمجيّ مرتفع جدًا.. أما أن تُستهدف عائلاتهم انتقامًا، فذلك يفوق القتل لؤمًا ووحشية: لقد قتل الصهاينة عائلة الزميل الإعلامي في قناة “الجزيرة” وائل الدحدوح، وتلك الـ”معليش” المخضبّة بدموعه وهو يودّع جثامين أولاده، كسرة قلب الأب التي شهدناها في ألف مشهد من غزّة، جاءت كثيفة جدًا في صوت وائل.. كأنّه بتلك التمتمات المتوجعة كان يتلو صوت الفجيعة الملثّمة بالصبر عن كلّ الأباء الذين وقفوا عند جثامين أولادهم في غزّة.

في أيام الحرب بشكل خاص، يصبح المراسلون الميدانيون جزءًا من بيوت وعوائل الناس التي تتابع الأحداث من بيوتها. يعطونهم ثقتهم ويعتبرونهم أعينهم التي ترى الحدث وتنقله لهم، فيما هم في بيوتهم آمنين. وحين نقول “آمنين”، يحزّ بقلبنا أنّه لا يوجد شبرا من في غزة، ومهما حاول الناس المفاضلة بين مكان وآخر.

نقل وائل عائلته من منطقة شمال غزّة كي يحميهم، لكنّ العدو الحاقد الحاضر جدًا على كآفة الوسائل الإعلامية، ومنها منصّات التواصل، مارس ما قد يكون انتقامًا مبرحًا من وائل الدحدوح، الذي يعرفه الناس من حرقته الواضحة وهو يغطي وينقل مجريات العدوان على غزّة.. ومن أبنائه الذين سجّلوا منذ أيام قليلة “فيديو” باللغة الإنكليزية يخبرون فيه العالم عمّا يجري على غزّة وأهلها ولا سيّما أطفالها، بعد دعوات من ناشطين كثر لضرورة استخدام اللغات الأجنبية على منصات التواصل، في محاولة لكسر الهيمنة الغربية على الأخبار المنقولة، بحيث تُروَى الحرب من وجهة نظرها، فتكذب وتضلّل وتحيل الضحية قاتلًا والقاتل ضحية!

فاضت دموع الصبر من عينيّ وائل، انحنى عند وجوه أولاده، يودّعهم، يحنو عليهم واحدًا واحدًا لآخر مرة. يبكيهم ويبكي فيهم كلّ أولاد غزّة، وكلّ الأولاد الذين سبقوا أهلهم إلى الموت، بفعل الهمجية الصهيونية القاتلة.
أمام المشهد، الذي يضاف إلى ألف مشهد يشبهه في غزّة، يحضر صوت الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي: “إوعى تعيش يوم بعد عيالك.. إوعى يا عبد الرحمن.. في الدنيا أوجاع وهموم أشكال وألوان.. الناس مبتعرفهاش.. أوعدهم لو حتعيش، بعد عيالك ما تموت.. ساعتها بس، حتعرف إي هو الموت!” في وصف قسوة حال الأهل إن هم دفنوا أولادهم وبقوا بعدهم أحياء! هذه الحال، التي تعتبر من أقسى التجارب الإنسانية، هي حال مرتبطة بوجود الطغيان والظلم. ويعرفها جيّدًا من يحاربون الظالم في كلّ زمان ومكان، لذلك، لا شيء يضاهي صبر أهل المقاومة، ولا قربان في الدنيا يوازي احتمالهم للألم الأقصى وهم يرفعون فلذات أرواحهم شهداء على طريق القدس.

* نقلا عن :السياسية 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
رشيد الحداد
رسائل تحذير غربية إلى صنعاء | «أنصار الله» تلتزم الغموض: حاضرون في المعركة
رشيد الحداد
عبدالملك العجري
لنتوحد على الحق الفلسطيني كما يتوحد الغرب خلف باطل وجبروت الكيان الصهيوني
عبدالملك العجري
هاشم أحمد شرف الدين
رسالة إلى أبناء غزة
هاشم أحمد شرف الدين
عبدالرحمن الأهنومي
الصهيونيةُ المتوحشةُ إِذْ تُطِلُّ بقرونها الصفراء!
عبدالرحمن الأهنومي
نوح جلّاس
“الاجتياحُ البري”.. استخدامُه كعنوان بعد إعاقته كمشروع
نوح جلّاس
محمد صالح حاتم
أسموها قمة السلام..!
محمد صالح حاتم
المزيد