ليلى عماشا
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
ليلى عماشا
فوضى التحليل الإعلامي في مقاربة حادثة الطائرة
فوضى التحليل الإعلامي في مقاربة حادثة الطائرة
يوم الأسير الفلسطيني.. والطوفان
اليمن: أخٌ سخيٌّ لا يشبهه أحد
جيل ما بعد تموز 2006.. فطرة ووعي ومقاومة‎
عن لغة
عن لغة "ضدّ المقاومة"
الإعلام عام 2023: الحرب امتحان!
الحرب الناعمة مستمّرة.. تحت النّار!
لا للحرب..؟ حقًا؟!
لا للحرب..؟ حقًا؟!
جنين الأسطورة.. والبطولة
اقتحام "الشفاء".. إنجازٌ صهيونيّ!

بحث

  
التهويل.. صنعة الرماديين في الحرب
بقلم/ ليلى عماشا
نشر منذ: 8 أشهر و 28 يوماً
الجمعة 23 فبراير-شباط 2024 10:59 م


على الشاشات يوميًّا وعلى منصات التواصل على مدار الساعة، تُسمع وتُقرأ عبارات التهويل والتحليلات التي تهدف إلى بثّ روح الهزيمة في صفوف الناس، مع أنّها المعركة الأولى التي نختبر فيها رؤية المستوطنين الصهاينة وهم في حال نزوح وهروب ورعب ورفض تام للعودة إلى وحداتهم السكنية على امتداد أرض شمال فلسطين المحتلة، فضلًا عن الخسائر في صفوف جيش العدوّ التي كلّما حاول اخفائها فُضحت ودوّت أكثر. لماذا إذًا يصرّ بعضهم على التهويل وعلى رسم السيناريوهات الأكثر تخويفًا وترهيبًا للناس: تارّة يسوّقون حرفيًّا لما يريده "الإسرائيلي" من تهديدات واستعراضات، وطورًا يذهبون بالتباكي وإظهار الرّعب بدعوات إلى التحضّر للأسوأ عبر تلميحات تشعر فيها أن مطلقها يعلم بالغيب، أو على الأقل يعلم ما لا تعلمه المقاومة ولا حتّى العدو.

بالدرجة الأولى، يبدو أن البعض لمّا يتحرّر بعد من شعوره بتفوّق "إسرائيل" ولم يتقبّل عقله حتّى الآن أنّ هزيمتها ممكنة، مع أن ما شهده الكيان من هزائم معترف بها في ٢٠٠٠ و٢٠٠٦، عدا تلك التي شُهدت ولم يقرّ بها العدو. فتراه – ذلك البعض- يعبّر عن مشاعره الحقيقية بمعنى أدقّ، عن انهزاميّته، ويتوخّى من ذلك تحويلها إلى حالٍ عامّة كي لا يبقى وحيدًا في عجزه ونقصه. مثل هذا، حتّى وإن كان في ساعات "صفا" محبًّا للمقاومة، إلّا أنّه يبقى أسير عقدة الهزيمة ولا يستطيع مهما فعل الانتساب إلى معسكر قتال العدوّ إعلاميًا، ويفضّل البقاء داخل منطقتي التذبذب والرمادية. من جهة أخرى، ثمّة آخر يعرف تمامًا أنّ المعركة ذاهبة نحو هزيمة الإسرائيلي، ولا إمكانَ لالغاء هذا الاحتمال أو استبعاده سوى بسلخ الناس عن خيار المقاومة. هؤلاء، بعضهم مأجور ومرتزق، وبعضهم الآخر حاقد يتلوّى داخل أوهامه؛ والمشترك بينهما ليس إلّا الخوف من المجاهرة بالانتساب إلى المعسكر الصهيوني لأسباب عديدة، فيلجأون إلى الخطاب الانهزامي الضّامن لبقائهم داخل المنطقة الرماديّة مع تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف الإسرائيلية إعلاميًا.

وبين هذا وذاك، ثمّة جمهور يتلقى. غالبيّته يسخر من هذا الخطاب ويتعامل معه على قدر عقل فاعله، وقلّة تهلع ولا لوم عليها بطبيعة الأحوال، إذ ما تزال هالة الظهور على الشاشات تضفي على صاحبها شيئًا من المصداقية أو من الثقة على قاعدة "قد يكون لديه معلومات"! يأتي كلّ ذلك بالتزامن مع حرب إعلامية شعواء يشغّل فيها الصهاينة كلّ أدواتهم المباشرة وغير المباشرة من مؤسّسات وشخصيّات، في سبيل تحقيق الأهداف التي يعجزون عن تحقيقها في الميدان، والتسويق لما قد ينعكس عليهم إيجابًا في تشكيل أوراق ضغط على المقاومة في غزّة ولبنان. وبهذا يذوب الفارق بين المجاهر بصهيونته وبين الرماديّ في الحرب، وبين المرتزق والمجانيّ، فكلاهما يؤدي الدور نفسه وإن بلغة مختلفة وبخطاب تتفاوت فيه درجات العدائية التي قد تتوارى تمامًا خلف ستار التباكي والتهويل: التهويل الذي يصبح صنعة الرماديين في الحرب.

* نقلا عن :موقع العهد الإخباري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
لماذا يرتعبون من شهر رمضان؟
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
يمنيون يرفضون النزوح: لن يُخرجنا العدوان الأميركي من أرضنا.. وهكذا نواسي غزة
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
من محمد الدرة إلى أمل الدر: قاتل واحد
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
هل هناك حقيقةً خلاف بين بايدن ونتنياهو؟
الجبهة الثقافية
صادق سريع
لا تقتلني يا عربي .. أنا فلسطيني!
صادق سريع
الجبهة الثقافية
كاتب صهيوني عن “أنصار الله”: جيشٌ منظّم وقوي
الجبهة الثقافية
المزيد