بدون مقدمات ورتوش وتلميحات هذه المرة ندخل بالموضوع سع الشاص.
هل يعلم المجلس السياسي الأعلى أن تحرير القدس يبدأ من صنعاء؟
نعم لست أسخر ومعاذ الله أن أكون من الجاهلين، وما أريد إلا قول الحقيقة.
خلال الفترة الماضية تنقل الرئيس مهدي المشاط بين المحافظات، وفي كل محافظة كان يعلن تخصيص أرقام ضخمة تصل إلى عشرات المليارات لبناء مشاريع متنوعة.. هذه خطوة جميلة جداً والجميع يشجعها بكل تأكيد.
وقبل ذلك تم تخصيص موازنة لنحت خارطة فلسطين في جولة المصباحي، لتتحول إلى جولة “فلسطين” بكل فخر وشموخ واعتزاز.
نعم فلسطين هي المشروع والوجهة والقضية الأم لكل عربي ومسلم.
لكن يا جماعة الخير كيف نمضي في نصر فلسطين بينما شارعها في أمانة العاصمة لم يجد من ينتصر له ببضعة أكياس من الأسمنت وثلة من العمال ينجزون ترميمه.
انظروا إلى حال شارع فلسطين اليوم.. أصبح غير صالح للاستخدام الآدمي، وكأن العدو الصهيوني استهدفه بقنابل عنقودية محرمة دولياً.
طبعاً معظم الشوارع في أمانة العاصمة والمحافظات بهذا الشكل، ولكن خصصت حديثي لشارع فلسطين تحديداً لعدة أسباب.
أولاً: لأنه من المعيب أن نسميه “شارع فلسطين” ثم نهمله لهذه الدرجة.
ثانياً: لأن الخنادق والدمار في الشارع زاد عن الحد المعقول، وتفوق على الدمار في غيره من الشوارع.
ثالثاً: وهو الأهم، لأنه حين كان اسمه “شارع زايد” لم تكن ترى فيه حفرة أو مطباً، بل كان من أفضل الشوارع في أمانة العاصمة.
هل يجوز أن نغير اسمه إلى فلسطين ثم نحوله إلى غابة مليئة بالحفر؟
أما الطامة الكبرى أن الشارع يضم مستشفى “فلسطين” المخصص للأمهات والأطفال، والذي تستفيد من خدماته مئات الأسر.
تخيلوا لو يتم إسعاف امرأة حامل إلى مستشفى فلسطين لتضع مولودها هناك، صدقوني لن تصل إلى المستشفى إلا وقد سبقها الحبل السري إلى هناك بسبب عشرات الخنادق التي تتقفز السيارة عليها.
رجاؤنا من الرئيس المشاط أن “يمشع” عشرة ملايين ريال من موازنات المشاريع ويرسلها إلى الإخوة في صيانة الطرق، ويرسل لهم رقم الحوالة في رسالة نصية ويقول لهم: “أنا سأزور شارع فلسطين بعد يومين وإذا ما سبكتوه الله شلكم الله جابكم”.
لأنه عيب حين كان اسمه “شارع زايد” كنا نراه جديداً كالمرآة، ولما غيرناه إلى فلسطين قدكم عارفين كيف تحول.
* نقلا عن : لا ميديا