هؤلاء لا يستحون والله العظيم..!
أحضروا معهم شخصاً غريباً وأدخلوه إلى بيتي بالقوة، منتهكين بذلك حرمة منزلي وضاربين بكل الأخلاق والقوانين عرض الحائط.
وبرغم أن الرجل معروف بكونه سفاحاً مجرماً يعشق القتل وسفك الدماء، ويصرح دائماً برغبته العارمة بأخذ روحي وإبادة أهل بيتي.
ثم ينتظرون مني أن أقبل جبينه في الصباح والمساء، وأعيش معه في حب وإخاء، ويريدون أن أخضع له وأسلم له رقاب أهل بيتي.
بيتي مُغتصب يا جماعة الخير، والرجل يعتدي عليَّ ويحاول إبادة أهل بيتي بشكل يومي.
وإذا دافعت عن نفسي أصبحت في نظرهم إرهابياً ومجرماً وعديم الإنسانية.
أنا من يتعرض للظلم والاضطهاد والاستبداد أيها التافهون، أنا من يعاني ويُقتل ويُباد أيها الأنذال.. أنا الضحية هنا.
أتنتظرون حقاً أن أبوس اليد التي تعتدي عليَّ وأتخلى عن كرامتي وإنسانيتي؟
هذا بالضبط ما يحدث لفلسطين أيها الناس.
يأتي واحد قليل حياء ويلوم المقاومة على ما يحدث في غزة، وكأن “إسرائيل” حمامة سلام بيضاء، مع أنكم جميعاً تعرفون تاريخها الدموي الذي لا حصر له.
بعيداً عن مجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين منذ تم إنشاؤه حتى اللحظة.
هل تعلم يا عزيزي العربي أن جيش العدو “الإسرائيلي” استدعى أقدم جندي احتياطي لديه على الرغم من متاعبه الصحية، وذلك لينفخ المعنويات المنهارة في جيشه.
الجندي العجوز “عزرا ياشين” حاضر الجنود متفاخراً بالجرائم التي ارتكبها في شبابه بحق الفلسطينيين، وحثهم على القتل بقسوة قائلاً لهم بالحرف الواحد: اقضوا عليهم وعلى أهلهم وأمهاتهم وأطفالهم، هذه الحيوانات لم تعد قادرة على العيش.
طبعاً، هذا الخبر ليس من رأسي، بل أفردت له صحيفة “بيلد” الألمانية مساحة خاصة واحتفت به.
وأزيدكم من الشعر بيتا.. شاهدت مقطع فيديو لأم “إسرائيلية” وهي تودع ابنها الذاهب إلى جبهة الحرب على غزة، وتحثه على إبادة النساء والأطفال قائلة: يجب قتل جميع العرب والفلسطينيين وتدمير غزة دون رحمة.
ليرد عليها بالقول: حسناً يا أمي، أنا ذاهب لأصنع التاريخ.
هذه المشاهد تتكرر علينا باستمرار، وبات الكبير والصغير يدرك ثقافة اليهود ورغبتهم الكبيرة بإبادة العرب عن بكرة أبيهم، وبعض الحمير لم يفهموا بعد.
هذه الشواهد أمامكم أيها الأغبياء، وجرائم “إسرائيل” التاريخية والحالية لا تخفى على أحد.
فلماذا تلومون أصحاب الأرض الذين يدافعون عن أنفسهم؟
لماذا تلومون الضحية وتتركون الجلاد؟
عملية “طوفان الأقصى” ليست مبرراً لإبادة غزة بهذا الشكل الدموي وقصف المنازل والمستشفيات، ولكن العدو اتخذها فرصة لإخراج حقده لأنه يدرك غباءكم وانبطاحكم، ويعلم أن العالم سيسمح له بذلك.
ومع كل هذه الشواهد مايزال هناك من يلوم المقاومة الفلسطينية، وهناك من يستكثر المواجهة الثقافية للكيان الصهيوني.
هم يقولون: “الموت للعرب”، ثم يأتي عربي بليد يقول: “مدوا يد السلام لإسرائيل” أو “فلسطين ليست قضيتي”، برغم أن “الإسرائيليين” يسخرون من العرب ليلاً ونهاراً على مواقع التواصل الاجتماعي.
ألم يأن الوقت لمراجعة ذواتنا وأنفسنا.. أم بئس القوم أنتم..!
* نقلا عن : لا ميديا