لقد وقف العرب عاجزون أمام عربدة الاحتلال الصهيوني، وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني لسنوات طويلة، حتى قيام الثورة الإسلامية في إيران والتي نجحت في إيجاد تغيير جذري في وسائل المقاومة الفلسطينية، والموقف الفلسطيني تجاه الصهاينة.
كان أول قرار اتخذته إيران الثورة هو قطع كل أشكال الاعتراف بإسرائيل، وتسليم مقر سفارتها إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وطرد السفير الصهيوني “أوري لوبراني” وبعثته من طهران.
تبنت بعدها إيران موقفاً ثابتاً من المقاومة الفلسطينية، عبر تأسيس ما يُعرف بفيلق “القدس” الذي نجح في دعم الشعب الفلسطيني واللبناني بالمال والسلاح، واستبدل حجارة أطفالها بالرصاص والصواريخ.
دفعت إيران في سبيل ذلك ضريبة باهظة الثمن، فنصرتها لفلسطين وقضايا العرب المركزية جلبت لها الحصار والعقوبات الاقتصادية المستمرة حتى اليوم، إضافة إلى شيطنتها إعلامياً وحوادث الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية، وتشجيع الصراعات الداخلية في البلاد.
لم يوهن كل ذلك من عزم إيران ولم تتوقف عن دعم فلسطين، ونجحت بفضلها المقاومة في فلسطين ولبنان في كسر شوكة الكيان الصهيوني، وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر.
بالمقابل كانت الأنظمة العربية تهرول للتطبيع مع الصهاينة، والارتماء في أحضانهم بمبررات واهية؛ كالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وكأن تلك الأنظمة قد شكلت في سابقها خطراً على إسرائيل.
إن العرب اليوم في موقف مخزٍ، وقد كشفت عملية “طوفان الأقصى” البطولية مدى الفارق بينهم وإيران تجاه الوضع في غزة، وأظهرت أن “الفرس” أكثر تحلياً بالشهامة والنخوة العربية، رغم أنّ الاستغاثات القادمة من فلسطين كانت موجهة للعرب في المقام الأول قبل غيرهم.
من يتابع مواقف إيران الإسلامية ومواقف صهاينة العرب على مدى العقود السبعة الماضية، سيدرك أن الاستخلاف في الأرض سنّة إلهية، وأن المولى عز وجل لا يترك دينه ومقدساته بلا ناصر.
والشاهد على ذلك قيام الثورة الإسلامية في إيران بتاريخ 11 فبراير 1979، أي بعد أشهر قليلة من إقدام القومية العربية بقيادة مصر على توقيع اتفاقية “كامب ديفيد” المشينة، وذلك في تاريخ في 17 سبتمبر 1978.
* نقلا عن :السياسية