عبدالحافظ معجب
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالحافظ معجب
دولة الأنصار والتصرفات الفردية
اليمن بندقية فلسطينية
اليمن يدشن معركة عالمية لكسر الحصار على غزة
شيطنة إيران والمقاومة مستمرة
أكذوبة الحضارة الغربية بين الاستمرار والسقوط
الحزب والأنصار معادلة رعب في «تل أبيب»
جبهة الشمال من الناقورة إلى البصرة
التغيير الذي نريد
من قتل البحرينيين الأربعة؟
الحَجُّ في مكة والمولدُ في صنعاء

بحث

  
التغيير الجذري ومسارات السلام
بقلم/ عبدالحافظ معجب
نشر منذ: 5 أشهر و 20 يوماً
الأربعاء 08 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 12:08 ص


كان واضحاً منذ البداية أن التغيير الجذري الذي أعلن عنه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وباركته الملايين من الحشود الشعبية التي أيدته، لن يكون مجرد حكومة جديدة بدلاً عن الحكومة الحالية، أو تغييرات شكلية بعملية استبدال فاسد بمقصر أو مقصر بفاسد، وكانت المحددات التي وضعها قائد الثورة للمرحلة الأولى من التغيير الجذري بدءاً بتشكيل حكومة جديدة..
تشير إلى أن الحكومة القادمة ستكون من الكفاءات التي تُجسد الشراكة الوطنية، وتعمل على تحديث الهيكل المتضخم في الحكومة، من خلال تغيير الآليات والإجراءات المعيقة، والتوجه الجاد نحو تصحيح السياسات والسلوكيات العملية في خدمة الشعب وتعزيز حالة التكامل الرسمي والشعبي بخطوات مدروسة تفضي إلى النهوض بالبلاد ومعالجة التركة الثقيلة في الجانب الاقتصادي.
ومما لا شك فيه أن اهتمام قائد الثورة بإحداث تغييرات جذرية، يأتي من منطلق حرص القائد للحفاظ على ما تم تحقيقه في الجوانب العسكرية والأمنية، وخلال السنوات الثلاث الأخيرة تحدث قائد الثورة في خطابات متعددة عن الوضع المزري والفساد في مؤسسات الدولة، ودعا إلى محاربة الفساد كضرورة ملحة في مواجهة العدوان والحفاظ على الجبهة الداخلية التي أثقل كاهلها العدوان والحصار والفساد والإهمال والتقصير، وكانت الدعوة لشاغلي المناصب الحكومية بمثابة نصح وإنذار، وهو يدعوهم إلى أهمية الاقتراب من الناس والقيام بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه هذا الشعب الصامد والمضحي والذي يستحق الكثير من التقدير والاهتمام.
أمام هذه الدعوات الصادقة والجادة لقائد الثورة، حاول الجانب الرسمي تفعيل دور الأجهزة الرقابية، ولكنه اصطدم بعراقيل قانونية وإدارية تحول بينه وبين الانطلاق في معركة محاربة الفساد، ولم تتوقف المحاولات وتم التوجه نحو فتح باب الشكاوى وأنشئت صناديق وإدارات ومراكز وأقسام لذلك في مختلف المؤسسات الحكومية، ونجحت هذه الخطوة نوعاً ما في بعض المؤسسات فيما اكتفت بقية المؤسسات برصد وتقييد الشكاوى دون أي حلول تذكر، واستمرت المحاولات في المنظومة العدلية ومكتب المفتش العام بوزارة الداخلية، وبرزت في هذا الجانب تحديات كبيرة، ناجمة عن بعض الاختلالات في السلك القضائي، و»البيروقراطية» المملة في أروقة القضاء وتكديس الملفات والسجناء دون فصل في القضايا.
كل هذه الجهود كانت محل تقييم ودراسة يبدو أن خلاصتها كانت ضرورة اعتماد مبدأ الصدمة والتهيئة في معركة التصحيح، وكانت الصدمة بالإعلان عن التغيير الجذري وإقالة الحكومة بكل وزرائها بشكل مستعجل، للانتقال إلى تهيئة المجتمع، وهنا لعب التأييد الشعبي والرسمي وتفويض قائد الثورة بالتغيير الجذري دوراً كبيراً في ترسيخ فكرة التغيير لدى كل اليمنيين، لأن التغيير لن ينجح إذا لم يكن مسنوداً بالرغبة الجمعية نحو الانتقال من مرحلة إلى أخرى، لاسيما وأن الفساد ترسخ في السلوك المجتمعي بطريقة تسبق فساد شاغلي الوظيفة العامة بمراحل متقدمة.
ولأن المؤسسة القضائية تمثل حجر الزاوية في التغيير الجذري تتضمن المرحلة الأولى تصحيح أوضاع هذه المؤسسة وتنظيفها من كل المقصرين، وتعديل القوانين واللوائح التي تعيق العدالة من أجل الفصل في القضايا، وإفراغ أدراج المكاتب من الملفات، وتفريغ السجون من العالقين على قائمة الانتظار منذ سنوات.
الضامن الوحيد لنجاح هذه المعركة هو الإشراف المباشر من قائد الثورة على مسار التغيير الجذري، وبدا واضحاً حرص القيادة على الشراكة الوطنية والمجتمعية كشرط أساسي للعبور، وهذا نلمسه من خلال الدعوات المتكررة، لكل الأطراف السياسية بضرورة العودة إلى صف الوطن الذي يتسع للجميع وأثبتت صنعاء أنها هي الحاضنة للمشروع الوطني وعاصمة كل اليمنيين.
باعتقادي أن تأخير الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة ما هو إلا رغبة في استمرار المحاولات لإشراك الجميع في السلطة، وتأتي تحركات رئيس لجنة المصالحة الوطنية ومهندس الاتفاقات السياسية يوسف الفيشي في هذا الإطار، ومن المتوقع أن تقدم صنعاء «خلطة حكومية» تجمع بين الكفاءات والشراكة الوطنية الشاملة، كمبادرة نحو تحقيق السلام الشامل بين كل اليمنيين، وكانت قيادات بارزة بحزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، وأحزاب اللقاء المشترك، أعلنت تفويضها الكامل لقائد الثورة، لإجراء تغييرات جذرية في مؤسسات الدولة، وأبدت القيادات الحزبية دعمها لهذه الخطوات التي من شأنها تحقيق المصلحة الوطنية العليا وتجاوز حالة المحاصصة والتقاسم في الوظيفة العامة، في ظل مساع وجهود متواصلة لدعوة كل شركاء وفرقاء العمل السياسي إلى الالتفاف حول القيادة في جبهة وطنية مشتركة تسهم بفاعلية في صناعة مستقبل اليمن الذي يتمناه وينتظره جميع اليمنيين.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
وديع العبسي
فيتو في وجه العالم
وديع العبسي
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد محسن الجوهري
نصيحة للمرتزقة.. "أنصار الله" أكبر بكثير مما تظنون
محمد محسن الجوهري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد محسن الجوهري
صحوة عالمية بسبب غزة وفرصة لإنجاز "ربيع عربي" ضد عملاء إسرائيل
محمد محسن الجوهري
مقالات ضدّ العدوان
خليل نصر الله
الضربة اليمنية الخامسة.. دقيقة ونوعية
خليل نصر الله
رشيد الحداد
«إدارة الرعب» تثبت جدواها: مُسيّرات صنعاء تتفادى الاعتراض
رشيد الحداد
طارق مصطفى سلام
العويل الصهيوني والأمريكي في الأمم المتحدة لن يتوقف ما لم يتوقف عدوانهم على غزة
طارق مصطفى سلام
شرف حجر
بين مواقف الشعوب الحرة وانبطاح الأنظمة العربية
شرف حجر
رشيد الحداد
نسخة ثالثة من مناورة «الطوفان»: صنعاء متمسّكة بنصرة غزة
رشيد الحداد
عبدالرحمن الأهنومي
رخصة دولية بقتل الصحفيين في غزة.. فاخلعوا خوذكم وشاراتكم!
عبدالرحمن الأهنومي
المزيد