أكّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، أن طائرة مُسيّرة «مجهولة المصدر» تحطّمت على مدرسة ابتدائية في مدينة إيلات في جنوب فلسطين المحتلة، ما تسبّب بأضرار مادية وحالة من الذعر، في وقت تُواصل فيه القوات المسلّحة اليمنية قصفها المدينة بالطائرات المُسيّرة بشكل شبه يومي، وفق ما تؤكد مصادر يمنية لـ«الأخبار». وقالت متحدّثة باسم الجيش الإسرائيلي إن «تحطّم المسيّرة لم يؤدّ إلى إصابات جسدية، لكنّ المسعفين قدّموا العلاج لسبعة أشخاص أصيبوا بصدمة»، بينما رصد مراسل وكالة «فرانس برس» إسرائيليين وهم يتجمّعون قرب المدرسة التي طوّقتها قوات كبيرة من الجيش والشرطة. وكانت القناة العبرية «الـ13»، أكّدت بدورها، تعرّض إيلات، مساء أول من أمس، لهجوم يمني جديد بواسطة طائرة مُسيّرة هجومية. وطرحت القناة تساؤلات حول جدوى منظومات الدفاع الجوي الأميركية الحديثة المنتشرة في البحر الأحمر وفي جنوب السعودية. وليلاً، أعلن المتحدث العسكري لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن قواته أطلقت دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة وحساسة في جنوب فلسطين المحتلة، منها عسكرية. وزعم ناطق عسكري إسرائيلي أن جيشه اعترض صاروخ أرض - أرض فوق البحر الأحمر، باستخدام منظومة الدفاع الجوي «أرو» الطويلة المدى.
وأتت هذه التطورات في وقت جدّدت فيه صنعاء تحذيرها واشنطن من تداعيات استفزازها إيّاها في البحر الأحمر، غداة إسقاط مُسيّرة أميركية دخلت الأجواء اليمنية، مؤكدة أن «أجواءها ليست للنزهة».
وطالب نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ، حسين العزي، الجانب الأميركي بالكفّ عن انتهاك الأجواء اليمنية، محمّلاً، في منشور على منصة «إكس»، الولايات المتحدة، تداعيات استفزاز اليمن الذي قال إنه لا يشبه أيّ بلد آخر، مؤكداً أن صنعاء «في ذروة الغضب ولا يمكنها رؤية ما يحدث في قطاع غزة من جرائم إبادة جماعية، ثم عدم تذكُّر أسلحتنا».
وأتت تلك التحذيرات بعد ساعات من إعلان قوات صنعاء إسقاط مُسيّرة أميركية من نوع «MQ-9 Reaper»، أثناء قيامها بأعمال عدائية فوق الأجواء اليمنية، ضمن ما وصفته الأولى بـ«الدعم العسكري الأميركي للكيان الإسرائيلي». ورغم محاولة واشنطن إنكار الأمر، إلا أنها اعترفت على مضض بسقوط المُسيّرة، بعد أن نشرت القوات الجوية اليمنية مشاهد إسقاطها إياها. وفي هذا الإطار، يؤكد اللواء في القوات الجوية، خالد غراب، لـ«الأخبار»، أن «الطائرة كانت تقوم بمهمة رصد من أجل القيام بعملية عسكرية عدائية»، لافتاً إلى أن «هذا النوع من الطائرات يقوم بمهام الاستطلاع والهجوم في آن واحد»، ونافياً رواية «البنتاغون» الذي زعم أن الطائرة «كانت تقوم بمهام استطلاعية في أجواء المياه الدولية». ويشير إلى أن «صنعاء استخدمت سلاحاً مناسباً لإسقاط الطائرة الحديثة، بعد دخولها أجواء المياه الإقليمية بلحظات». ويعتبر أن «إسقاط الطائرة الأميركية هو رسالة عسكرية واضحة من صنعاء إلى واشنطن، تؤكّد فيها أن القوات اليمنية التي أعلنت دخولها معركة طوفان الأقصى، في حالة استعداد قتالي عالٍ، وأنه لا يمكن للجانب الأميركي أن ينفّذ أي عملية عسكرية مباغتة ضدّ القوات اليمنية التي تعيش حالة حرب مع إسرائيل».
أضرار مادية وحالة ذعر بعد تحطّم مُسيّرة على مدرسة في إيلات
وكان الناطق باسم حركة «أنصار الله»، محمد عبد السلام، أكّد أن «إسقاط الطائرة الأميركية يثبت أن قواتنا حاضرة للتصدّي للأعمال العدوانية التي تنتهك السيادة الوطنية»، مضيفاً، في منشور على منصة «إكس»، أن تلك القوات «مستمرّة في عملياتها المساندة لغزة حتى توقف العدوان الإسرائيلي». وجاءت هذه العملية بعد أيام من قيام القوات البحرية وقوات الدفاع الساحلي التابعة لصنعاء بإعادة انتشار في المياه الإقليمية اليمنية الخاضعة لسيطرتها في البحر الأحمر، حيث نشرت القوارب والزوارق الحربية، ووصلت إلى أعالي البحار لأول مرة منذ 9 سنوات.
ورغم إسقاط صنعاء طائرة مشابهة في حزيران 2019، أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء محافظة ذمار، بصاروخ من طراز «سام 6»، إلا أن الإعلام الأميركي وصف إسقاط هذا النوع من الطائرات من قبل القوات اليمنية بـ«الانتكاسة». ونقلت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن مصادر في «البنتاغون» قولها إن «الحوثيين استخدموا صاروخ سام 6 في إسقاط المُسيّرة الأميركية التي تبلغ قيمتها 32 مليون دولار»، مضيفة أن «هذا النوع من الطائرات المُسيّرة يُعدّ من أحدث الطائرات التي تمتلكها القوات الجوية الأميركية، لتميّزها بمواصفات تكنولوجية عالية وقدرتها على الرصد والمراقبة والتجسّس ومهاجمة أهداف على الأرض». ومن أبرز المواصفات التي تتمتّع بها طائرة «MQ-9 Reaper»، والتي يعني اسمها بالعربية «الحصّادة»، قدرتها على حمل أسلحة منها صاروخ «AGM-114»، وذخائر من طراز «Paveway II»، وقنبلة موجّهة بالليزر من نوع «GBU-12». كما تُستخدم كقاذفة للصواريخ في ميادين القتال، بالإضافة إلى أنها تستطيع التحليق في ظروف جوية قاسية لمدة تتجاوز 40 ساعة متواصلة، كما يمكنها الطيران لمسافة تتجاوز ألفَي كيلومتر من دون الحاجة إلى وقود إضافي.
*نقلا عن :الأخبار اللبنانية