بعدما تمكّنت قوات صنعاء من تجاوز منظومات الدفاع الجوي الأميركية والسعودية، ونفّذت أوسع هجوم صاروخي، مساء أول من أمس، على إسرائيل، توقّعت مصادر عسكرية يمنية ارتفاع وتيرة الهجمات واتساع رقعتها في الأيام المقبلة، ملوّحةً باستخدام صواريخ فرط صوتية. وقال مصدران عسكريان يمنيان، لـ«الأخبار»، «إن هجمات صنعاء السابقة على الكيان استُخدمت فيها صواريخ تقليدية معدّلة، وإن المعركة الحقيقية مع العدو سوف تبدأ باستخدام صواريخ مجنّحة غير تقليدية، دقيقة في تحقيق الأهداف، ولديها قدرات فائقة على التخفّي عن المنظومات الدفاعية»، مشيرَين إلى أن «غالبية الصواريخ التي استُخدمت في العمليات السابقة هي من طراز قدس، والطائرات المُسيّرة من طراز صماد 3، وهذان النوعان من الأسلحة المطوّرة من قِبل القوات الجوية اليمنية، سبق أن استُخدما في عمليات هجومية ضدّ أهداف في السعودية»، مضيفَين أن «صنعاء تمتلك صواريخ أحدث بكثير من تلك التي تمكّنت من تجاوز كلّ المنظومات الدفاعية للعدو». وتوقّع المصدران ارتفاع وتيرة الهجمات خلال الأيام المقبلة ضدّ أهداف إسرائيلية، واتّساع نطاقها.
وأعاد هذا التلويح إلى الأذهان حديث مسؤولين في صنعاء عن توجّه الأخيرة إلى امتلاك صواريخ فرط صوتية قبل عام، ثمّ عودة عضو «المجلس السياسي الأعلى»، محمد علي الحوثي، إلى الحديث عن هذا النوع من الصواريخ مطلع حزيران الفائت. ومساء أول من أمس، هدّد الحوثي، في مقابلة مع محطة «بي بي سي»، باستخدام الصواريخ الفرط صوتية في استهداف إسرائيل. وعلى ضفة دولة الاحتلال، كشفت وسائل إعلام عبرية عن حالة إرباك يعيشها الجيش الإسرائيلي في ما يتعلّق بجدوى منظوماته الدفاعية، بعدما تمكّنت الصواريخ والمُسيّرات اليمنية من الوصول إلى أهدافها في إيلات والمنطقة الصحراوية الجنوبية، وهو ما أدى إلى نزوح جماعي من المدينة التي يسكنها نحو 60 ألف مستوطن ممن تمّ إجلاؤهم من «غلاف غزة» عقب عملية «طوفان الأقصى».
وبالتزامن، فرضت صنعاء أيضاً عملية ردع بحرية أجبرت واشنطن على إعادة تموضعها في البحر الأحمر عقب إسقاط طائرة تابعة لها من نوع «إم كيو 9»، من قبل القوات اليمنية. ووفقاً لمصادر محلية عاملة في مجال الصيد في البحر الأحمر، فإن عدداً من السفن الحربية الأميركية، انتقلت من مناطق تمركزها قرب باب المندب إلى مناطق أخرى في المياه العميقة للبحر الأحمر وخليج عدن. وأكّد مصدر عسكري في صنعاء، بدوره، لـ«الأخبار»، أن القوات الجوية اليمنية رصدت كذلك تجنّب عدد من الطائرات العسكرية الأميركية المرور فوق الأجواء اليمنية، مشيراً إلى أن طائرة من نوع «C-37A SPAR87» تابعة للقوات الجوية الأميركية كانت قادمة من شمال البحر الأحمر، حرصت على الابتعاد عن الأجواء اليمنية أثناء انتقالها إلى قاعدة «كامب ليمونير» الأميركية في مطار جيبوتي.
حالة إرباك يعيشها جيش الاحتلال الإسرائيلي في ما يتعلّق بجدوى منظوماته الدفاعية
من جهته، أكّد عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، علي القحوم، أن «اليمن كدولة وقيادة وشعب، اتخذ القرار الصائب بمناصرة فلسطين وشعبها المظلوم بكلّ الوسائل المتاحة، وهو له اليد الطولى في ضرب أهداف إستراتيجية وعسكرية في عمق الكيان الصهيوني، في كلّ الجغرافيا الفلسطينية المحتلة، وقد برهن ذلك قولاً وفعلاً». وأشار القحوم، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «وزارة الدفاع في صنعاء قامت بتوجيهات من السيد القائد، عبد الملك الحوثي، بعمليات معلنة بالصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة ذات المديات البعيدة والتي تصل إلى أكثر من 2000 كيلومتر»، مضيفاً أن «ضربات صنعاء جعلت الأميركيين والصهاينة في حالة من القلق، وفاجأتهم بهذه القدرات العسكرية المتطوّرة وبهذه العمليات القوية والإستراتيجية».
واعتبر القحوم أن «التضارب بين الأميركيين والصهاينة لناحية الاعتراف بوصول الصواريخ والطائرات المُسيّرة إلى أهدافها، أكّد فشل كلّ المنظومات الدفاعية في مواجهة الصواريخ والطيران المُسيّر اليمني الذي أظهر مدى التفوّق التقني والصناعي العسكري لهذه الأسلحة الإستراتيجية التي تثبت أن اليمن صار يمتلك كلّ عناصر القوة التي يدافع بها عن سيادته واستقلاله»، داعياً «الأعداء إلى إدراك أن أيّ مغامرة تصعيدية في اليمن ستكون مكلفة لهم ومصيرها الفشل». وأوضح أن «المعادلة التي رسمها اليمن خلال سنوات العدوان، تفرض مناصرة قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس، وهي القضية الأولى والمركزية»، مؤكداً «عزم صنعاء على تثبيت معادلة ردع عسكرية في ظلّ التكالب الأميركي والغربي على دعم الكيان الصهيوني في عدوانه على غزة».
*نقلا عن :الأخبار اللبنانية