سبعون عاماً في التيه، والعرب والمسلمون يبحثون عن جبل يأوون إليه ليعصمهم من “إسرائيل”، ولا عاصمَ لهم اليوم إلا الشعبُ اليمني وقيادته وجيشه، لن يجدي الصمت أَو الصوت المتكسر أَو القول المتلعثم، لن يجدي سوى السيف اليماني، فالصبر تبدد والليل تمدد، والفجر قد يأتي حين نتوحد، لنا قائدٌ نلتفُّ حول مسيرته، وجيش نقبض جمرته المشتعلة، وَرسمنا فوق وجوه المستضعفين والمظلومين والمقهورين وَالفقراء بسمته، شعبنا وجيشنا وقائدنا، لم يمشوا فوق الماء ولم يحيلوه عسلاً، بل روضوا النهر، وأقاموا بيننا وبين الأعداء سَدًّا، وأحالوا ممالك الصحراء صفصفاً، يمموا صوب الناس وأمّوا صلاة المجد، وَركعوا مع الراكعين لعزة الله وَلمجد الوطن والأمة، ورفعوا هامتهم في زمن الانبطاح للأمريكي وازدواجية الجنس الصهيوني..
كان ولا يزال أعراب وبعران الصحراء وممالك الرمال يرجون أن تطول غيبة وغيبوبة شعبنا وجيشنا وقائدنا وأمتنا، وَأن تهدم رياحهم كُـلّ خيام العرب العاربة، لكنهم رجعوا وطلعوا من قلب الغياب، شعبنا هم جند الله ورسوله الذين ما زالوا على العهد القديم، لم يبرحوا ميدانهم، ما زالت أكفهم تقبض على سيف العروبة والإسلام، تقسم بنهج ميثاق ومسيرة قائدهم الغالي، تحمي حدود الوطن وتحرّر مقدسات الأُمَّــة، وتقاتل؛ مِن أجل شرفهم وكرامتهم، تصون ولا تبدد، ولا تخون أبداً منهجه القرآني وبيعته على الاتباع وَالتسليم، ومع هذا يحاول العرب المستعربة وثيران الغرب الهائجة وأبقار الشرق المتأمركة وعجول الجنوب المتصهينة أن يستنسخوا شعبنا وجيشنا وقائدنا، فصاروا مسوخاً شوهاء يتساقطون كُـلّ يوم كما الذباب، يدّعون أنهم حواريو الوطن، خلفاء ومريدو اليمن، يسعون لاحتلال مكانته وجغرافيته وعاداته وتقاليده، وخاب سعيهم فيما يرغبون..
لقد منحنا الله -نحن الشعبَ اليمنيَ- قائداً يمنياً قرآنياً، من سلالة وعترة نبوة المصطفى، أجداده ثوار الأرض ومنار الهدى، لا يجامل ولا يحابي، ينهج مسيرة الإمام زيد، حضر وتربى وآمن وجاهد وصرخ وحارب وقاوم وصنع وواجه وصمد وصبر، وفي عشرة أعوام، نهجه كما هو أصبح باقياً فينا، وَأصبح اليوم ساكناً في قلب كُـلّ حر وشريف، وكلّ إنسان سوي ونظيف، وها هو مشروع ووعي وقيم نهجه القرآني يضرب ويقصف ويهدّد ويخيف أعداء الأُمَّــة ويقودنا للتحرّر والاستقلال في رابعة النهار، ويعلمنا الكتاب والحكمة، يهدينا للإيمَـان والإسلام بالكلمة، وفي وقت الضيق، تمدنا مواقفُه بالقدرة والوعي لمعرفة العدوّ من الصديق، تحذرنا أن نضلَّ وننسى، وتقضي بيننا أمراً كان مفعولاً، فعليه السلام من رب العباد وله التسليم وَالمجد من أبناء البلاد، توجيهاته على الطريق ترسم خارطة الإيمَـان والأوطان، تأتى إلينا في ثياب الجنود، لتقاتل معنا في الشوارع والجبال والصحاري والبحور كما وعده ربه؛ فالعدوّ قد استوطن الوطن واستباح الأُمَّــة، ولم يعد أمامنا إلا أن نخوضها حرباً بصرخة مدوية فوق بحر من الدماء وتحت أفق مشتعل بالنار.