فشلت مؤامرةُ العدوان الجديدة فشلاً ذريعاً في العاصمة صنعاءَ في محاولته إحداث اضطرابات للفت الأنظار عن حربه الاقتصادية على اليمن واليمنيين، فشلُ العدوان تحقّــق بفعل الوعي الشعبيّ الكبير الذي توحَّدَ خلف قضية واحدة وضد عدوّ واحد في كُـلّ محافظات اليمن التي تغلي شمالاً وجنوباً ضد العدوان والاحتلال وسياسة التجويع وتدمير الاقتصاد.
ما حدث في صنعاءَ أظهر وعياً أصاب العدوانَ في مقتل، بالإضافة إلى أنه فضح إعلامَ دول العدوان ومرتزِقتها، ففي الوقت الذي كان هناك حملةٌ إعلامية كبيرة تروّج لما يفترض أن يحدُثَ في صنعاءَ، كان حزبُ الإصلاح يُصدِرُ بياناً رسمياً يتبرّأُ من المظاهرات التي خرجت ضد دول العدوان في مدينة تعز.
براءةُ الإصلاح من المظاهرات الحاشدة التي تواصلت أمس السبت لليوم الرابع ضد العدوان وسياسة التجويع وفساد حكومة المرتزِقة، تزامنت مع مشاركة وسائل الإعلام التابعة له في الترويج للفوضى والاضطرابات في صنعاء، متخذةً من غطاء الحريات والتضامُن مع الجوعى غطاءً لهذا الترويج، لكنها لم تفسر لماذا يتم التبرُّؤُ من الجائعين في تعز إذَا احتجوا على العدوان؟!.
أمّا في محافظات الجنوب وبينما كانت وسائلُ الإعلام السعوديّة والإماراتية تروّج لثورة جياع في صنعاء، كان وزيرُ الدولة الإماراتي أنور قرقاش يصف المظاهرات في عدن وحضرموت وغيرهما ضد الاحتلال الإماراتي بأنها “سلوكٌ مخزٍ تجاه رموز الإمارات والتحالُف في حضرموت وبعض مناطق الجنوب”.
لم يكتفِ المسؤولُ الإماراتي بالإساءة لشعب يتظاهر في أرضه ضد محتلّين بل راحت مجاميعُ مرتزِقته تعتقل المحتجين وتنقلهم إلى السجون السرّية لينالوا منهم بالتعذيب والاغتصاب، حتى أنه تم اعتقال نشطاء في حضرموت ليس؛ لأنَّهم شاركوا في تمزيق صور حكام الإمارات بل على خلفية منشورات في مواقع التواصل.
كذلك لم يكن متوقعاً أن يختلف موقف ما يسمى المجلس الانتقالي عن موقف مموليه الإماراتيين، عندما أراد أن يركب موجة الاحتجاجات لجعلها منصبَّةً ضد حكومة الفار هادي، متوعداً في بيانه الأخير بقمع من يتظاهرون ضد السعوديّة والإمارات بوصفهم “مثيري الفوضى”.
بعد ذلك يأتي المرتزِقةُ الجُدُدُ الذين لفظتهم أرضُ اليمن عقب فتنة ديسمبر ممن حجوا إلى حضن الاحتلال الإماراتي، وهؤلاء تعاملوا مع الأمر في اتّجاهين الأول، الترويج للفوضى في صنعاء تحت عنوان “ثورة الجياع” والآخر هو تسخير وسائل إعلامهم للهجوم على حزب الإصلاح على خلفية تبرؤ الأخير من مظاهرات تعز؛ ليس لأنَّه تبرّأ؛ بل لأنَّهم يرون أن الإصلاحَ يريد التبرّؤ من ذنب كبير؛ باعتبارِ أنه الفاعلُ الرئيسيُّ في مظاهرات تعز التي يراها أولئك المرتزِقة الجُدُدُ مسيئةً للدول التي كانوا يصفونها بالأمس بأنها دول العدوان.
إذن يبدو واضحاً أن قوى المرتزِقة باتت منفصلةً تماماً عن الشعب الذي وحّده الجوعُ في الشمال والجنوب والوسط، أما مؤامراتُ دول العدوان فقد كُتِبَ لها أن تفشلَ في الماضي وستفشلُ في المستقبل.