يستعد الكلاب في أنحاء العالم للتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث وجدوا جميعاً ضالتهم لدى حكّام المملكة، وستحتضنهم في فعاليات رياضية وثقافية متنوعة، حسب رغباتهم.
يأتي ذلك بعد سنوات من وصول سلمان ونجله المدلل إلى السلطة، وتحويلهم لعاصمتهم إلى حاضنة المنبوذين في الأرض، كأمثال مرتزقة اليمن وسوريا وغيرهم من شذاذ الآفاق، وانتهاءً الكلاب بمختلف أشكالها.
الأمر بالنسبة لآل سعود ليس عفوياً، فمهرجان الرياض والأنشطة الواسعة الذي رافقته، تُشكل جزءاً من سياسة صرف الأنظار عن فلسطين، وهو منهج ثابت دأب عليه ملوك السعودية خدمةً لإسرائيل.
وتشمل تلك السياسة افتعال الحروب والأزمات، وخلق صراعات جانبية من جهة، ونشر الفساد الأخلاقي والترويج للضياع بذريعة الترفيه والحداثة، وما حرب اليمن وسوريا إلا نتاج لذلك النهج، ويكلف ذلك مبالغ طائلة تُقدر بمليارات الدولارات شهرياً التي لا يبالي آل سعود بدفعها كي يتوحد المسلمون في مواجهة الصهيونية العالمية.
بالمقابل، تمر صواريخ ومسيرات اليمن فوق أجواء المملكة، وهي في طريقها لضرب العدو الإسرائيلي، ساعيةً لوقف مجازره اليومية بحق الشعب الفلسطيني المسلم والمنسي.
وبين صواريخ صنعاء وكلاب الرياض، يقف العالم العربي اليوم مضطراً للاختيار بينهما، فإما الدفع باتجاه القوة للأمة أو السقوط في مستنقع الرذيلة والإفساد.
ولا شك أنّ الحق واضح والباطل وكذلك ولا ثالث بينهما، ولو كانت السعودية وحلفاؤها يريدون نصرة فلسطين لفعلوا ذلك قبل أكثر من نصف قرن.
لقد جربنا كثيراً حكومات العرب التقليدية، وعرف الجميع حقيقتها، وحان الوقت أن يتبنى العرب مشروعاً آخر يستعيدون به كرامتهم وحقوقهم المسلوبة من قِبل اليهود، وقد رأوا بأن اليمن وقائدها الشجاع والحكيم، هم أقدر الناس فعلاً على قيادة الأمة نحو مرافئ الأمن والاستقرار.
إن الكيان الصهيوني يعيش اليوم أوهى مراحله، وينتظر سدنته من أين تأتيهم الضربة القاضية، ولم يعد لديهم من أوراق يراهنون سوى غباء وعمالة حكام العرب، وبتلاشي هؤلاء يتلاشى الكيان الصهيوني، بإذن الله، وإلى حيث ألقت رحلها أم قشعم.
* نقلا عن :السياسية