إنَّ إحياءنا اليوم لذكرى الشهيد السنوية ليس مجرد طقوساً اعتدنا القيام بها في كل عام، بل هي محطةُّ هامٌة نستلهم منها العزةَ والكرامة من جهة، ونستقرأ منها الواقع من جهة أخرى، بعد أنّ نجحت دماء الشهداء في تغيير المعادلات السياسية بشكلٍ جذري.
بالأمس القريب، كنّا نرى بلدنا ضعيفاً وعاجزاً أمام المتغيرات الدولية التي اعتدنا التأثُر بها دون نؤثر فيها، واليوم أصبح اليمنُ قوةً إقليمية لا تستطيع الدفاع عن نفسها وحسب، بل وتنصر قضايا الأمة الإسلامية كافة، وفي مقدمها فلسطين، أم القضايا العادلة في هذا العصر.
وكما قال السيّدُ القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، “إنَّ الشهداء مدرسةٌ نموذجيةُ تجسد لنا قيمَ الإسلامِ ومبادئه، وفي كل عام نحرص على إحياء ذكراهم عرفانًا بحقهم واعترافًا بأهمية ما يتحقق في واقعِنا كثمرةٍ لعطائهم”.
وعندما تصدر تلك الكلمات من سيّد القول والفعل، فهذا يؤكد أننا أمام أمة لا تقبل الهزيمة، لأن الشهادة جزء من واقعها العملي، وأساس لتحركها في أرض الميدان.
وبمثل هذه القيادة وبتضحيات هكذا شهداء، فلا سبيل أمام أعداء الإسلام سوى الرضوخ والانهيار ولو بعد حين. فالعدو أمامنا يقف عاجزاً في مواجهة أمّةِ لا تخشى الموت ولا تعرف معنى الهزيمة.
وقد رأينا على تسع سنوات كيف أعجزت تضحيات الشهداء آلة الموت لأمريكا وآل سعود، وكيف انتصر الدمُ على السيف والحق على الباطل في معركةٍ غير متكافئة من ناحية العدة والعتاد.
وقبل سنوات العدوان استطاعت دماء الشهداء أن تنتصر من السلطة العميلة والظالمة خلال حروب صعدة الست، ليتهاوى عقبها النظام مترنحاً، قبل أن يرحل غير مأسوفٍ عليه، إلى مزبلةِ التاريخ.
ولأنّ التاريخ يُعيد نفسَه، فإنّ آل سعود وآل نهيّان في طريقهم إلى التلاشي والزوال، وما سقوطهم الأخلاقي اليوم، ومسارعتهم للتطبيع مع اليهود إلا من علامات ما قبل السقوط.
ولا شكّ أن النصر الكبير، المتمثل في تحرير فلسطين، قادم لا محالة، واليهودُ يعلمون ذلك جيداً، ويدركون قرب النهاية الموعودة على يد أولي البأس الشديد، الذين يعرفونهم كما يعرفون أبناءهم.
* نقلا عن :السياسية