تحولت الباخرة الإسرائيلية التي احتجزتها القوات البحرية اليمنية في الـ 19 من نوفمبر الجاري إلى ساحةٍ للعروض الشعبية، واستراحة للمقيل والقات والشيشة وغير ذلك من وسائل التسلية.
وبات ظهر السفينة مرتعاً للكبير والصغير، ويتهافت القوم إليها لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو الساخرة، وسط مطالبات باحتجاز أخرى للعائلات.
كل ذلك على متن باخرة تعود ملكيتها للكيان الصهيوني، الذي يمتلك جيش يوصف بأنه لا يُقهر، وتسانده الولايات المتحدة الأمريكية بكل ما تمتلكه من أسباب القوة.
إن اسم إسرائيل أو حليفتها أمريكا، إذا ما وُضعا على أي جدار، فإن ذلك كفيل بتقديسه لدى حكام العرب وغير العرب، ولكن ليس في اليمن ولا في هذا الزمن.
فنحن اليوم نعيش مرحلة التراجع والضعف للمعسكر الغربي، فإسرائيل اليوم ليست إسرائيل شارون أو بن غوريون، كما أن عرب اليوم ليسوا عرب السادات أو عبدالناصر، فقد تغير الزمن وتبدلت المعادلة، وصار اليهودُ يدركون جيّداً أن جيشهم لم يعد قادراً على حمايتهم، وأن المجاهد الفلسطيني قد تجاوز آخر خطوط الدفاع لإسرائيل، عقب عمليته الأخيرة في ذلك المشهود.
أمّا عن المجازر الصهيونية في غزة، فذاك إشارة أخرى على هوان جيش الاحتلال الإسرائيلي، فالسقوط الأخلاقي لأي جيش في العالم مؤشر على عجزه وفشله الذريع في مواجهة نظرائه العسكريين.
أما عن رهان تل أبيب المعهود على واشنطن فقد فضحته عملية الباخرة الإسرائيلية في سواحل البحر الأحمر، وها هي القواعد الأمريكية في المنطقة تقف عاجزة عن استعادتها بالقوة، وهذا دليل آخر على قتامة المستقبل الصهيوني في أرض فلسطين.
وحتى لا يكون الحديث مجرد تنظير فهاكم بالأرقام الدليل على الوهن الإسرائيلي بمقابل عرب اليوم:
في نكسة حزيران/يونيو 1967، استطاعت إسرائيل بنحو نصف مليون جندي أن تحتل ثلاثة أضعاف مساحتها، أي ما يعادل 70 ألف كيلو متر مربع، كل ذلك في ستة أيام فقط، قتلت خلالها نحو 20 ألف جندي عربي في مصر وسوريا والأردن.
اليوم يقف نحو 600 ألف جندي صهيوني عاجزين أمام قطاع غزة، الذي لا تتجاوز مساحته 370 كيلومتر، رغم أن فارق التسليح لدى الصهاينة في 2023 أفضل بكثير من الستينيات، إلا أن واقع اليوم قد تغير لصالح أصحاب الأرض.
فماذا تنظر إسرائيل في المستقبل غير الهزيمة المدوية، والرعب الأسود القادم من جنوب شبه الجزيرة العربية، كما هو مذكور في كتبهم المقدسة.
* نقلا عن :السياسية