صارت الأنباء عن سماع دويّ انفجارات في البحر الأحمر قرب باب المندب، ترِد بصورة متكرّرة، في ظل تصعيد القوات البحرية اليمنية استهدافها للسفن الإسرائيلية التي تحاول خرق قرار صنعاء حظر مرورها من هناك، حتى تَوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهائياً.وأكّدت مصادر ملاحية يمنية، لـ«الأخبار»، حدوث سلسلة انفجارات عنيفة جنوب غرب أرخبيل الزبير الواقع في الممر الملاحي الدولي في البحر الأحمر، موضحةً أن «الانفجارات دوّت في منطقة قريبة من مدمّرة الصواريخ الأميركية كارني»، مساء أمس، وذلك في أعقاب تحذيرات جديدة وجّهتها صنعاء، إلى السفن الإسرائيلية أو العاملة لحساب شركات تابعة للكيان أو تلك التي تكون وُجهتها موانئ العدو، من العبور في باب المندب.
وكانت المياه الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب قد شهدت حالة توتر شديد، وسط أنباء عن توجّه أميركي إلى توفير حماية عسكرية للسفن الإسرائيلية أثناء دخولها المياه الدولية المقابلة للسواحل الواقعة تحت سيطرة سلطات صنعاء، في الساحل الغربي لليمن. وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن قوات خفر السواحل التابعة للإمارات في منطقة المخا، كثّفت انتشارها برفقة دوريات جوية أميركية على امتداد المناطق المطلّة على الممر الملاحي، من جنوب غرب أرخبيل حنيش في البحر الأحمر وحتى جزيرة ميّون، وذلك في إطار إجراءات جديدة لحماية السفن الإسرائيلية من عمليات القوات اليمنية، وذلك على رغم أن الهجمات الأحدث، والتي وقعت أول من أمس، أكّدت أن الأخيرة تمتلك أساليب غير مباشرة وفعّالة ضد السفن التي تحاول تجاهل نداءات قواتها. وجاءت هذه التطورات غداة إعلان صنعاء استهداف سفينتين يملكهما إسرائيليون بصواريخ وطائرات مُسيّرة، ما أدى إلى إصابتهما.
اعترفت البحرية الأميركية بفشل إنقاذ السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر
ورداً على التهديدات الأميركية لليمن، وكذلك على التحرّك الإسرائيلي العسكري في البحر الأحمر، توعّد قائد لواء الدفاع الساحلي اليمني، اللواء الركن محمد علي القادري، في تصريح إلى صحيفة «الجيش»، بتحويل المياه الإقليمية في البحر الأحمر إلى مقبرة للسفن الإسرائيلية في حال تجرّأت على انتهاك السيادة اليمنية، مؤكداً أن قواته البحرية هي المسؤولة بموجب القوانين اليمنية عن حماية المياه الإقليمية في البحر الأحمر والممرّات وطرق التجارة الدولية في مضيق باب المندب. وأتى هذا التحذير في أعقاب تأكيد الإعلام العبري قيام إسرائيل بتحريك سفن وغواصات إلى البحر الأحمر، إثر استهداف السفينتين الإسرائيليتين «يونيتي إكسبلورر» و«نمبر ناين». وذكرت صحيفة «معاريف» أن «تل أبيب أرسلت سفناً وغواصات إلى البحر الأحمر عقب هجمات الحوثيين»، ووصفت الأمر بأنه «خطوة دراماتيكية لوقف الفوضى التي تحدثها جماعة الحوثي هناك».
وكانت السفينة «نمبر ناين» أصيبت بصاروخ بحري تسبّب بأضرار كبيرة لها، فيما علمت «الأخبار» أن «قوات بحرية فشلت في إنقاذها حتى فجر أمس وأنها متوقفة في مكانها ولم تتحرك». أما السفينة «يونيتي إكسبلورر» فغادرت المضيق بحماية قوات أميركية. واعترفت البحرية الأميركية بفشل إنقاذ السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وأفادت القيادة المركزية للقوات الأميركية، في بيان، بأن «ثلاث سفن شحن تعرّضت لأربع هجمات خلال إبحارها في البحر الأحمر في اتجاه الموانئ الإسرائيلية»، مشيرةً إلى إخفاق المدمّرة «كارني» التي تم نشرها هناك لتأمين مرور السفن من إسرائيل وإليها، في أداء مهمتها، مؤكّدة تعرّض سفينة ثالثة تدعى «صوفيا»، مساء أول من أمس، لهجوم صاروخي من قوات صنعاء.
في المقابل، أكّد مصدر عسكري في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن «تحركات القوات الأجنبية في البحر العربي وخليج عدن مرصودة، وبنك إحداثياتها يتم تجديده على مدار الساعة وفق مقتضيات المعركة»، محذّرةً من أن «أي مغامره أميركية أو بريطانية أو إسرائيلية ستلقى رداً مزلزلاً ويفاجئ العدو». وسخر عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي، بدوره، من التهديدات الأميركية، وقال، في منشور على منصة «إكس»، إن «أميركا تمتلك حق الرد على الاعتداء على مياهها، وليس من حقها التواجد في المياه اليمنية أو خليج عدن»، مضيفاً أنه «عندما تقبل أميركا بشرعية بقاء غواصة كورية شمالية أو حاملة طائرات صينية بالقرب من فلوريدا في المياه الدولية، سنفكّر في موضوع القبول بفكرة شرعية تواجدها في المياه الدولية في البحر الأحمر»، متابعاً أن «الأميركيين لا يملكون الحق في البحر الأحمر حتى يتوعّدوا بحق الرد لأجله».
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية