مع بداية الشهر الـ3 للعدوان الصهيوني المدعومِ أمريكيًّا ومن بعض العواصم العربية على غزةَ، تبدو صلابة غزة -شعباً ومقاومة- واضحة، والأكثرُ وضوحاً حالةُ الارتباك في منظومة الكيان السياسية والعسكرية، والتي يتم تعويضُها بمزيدٍ من المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين.
قد يسألُ أحدُهم: كيف انتصرت غزة وكلّ هذا الدمار والدم المسفوك؟
تكفي للرد على هذا السؤال العودةُ للأهداف التي أعلنها المجرمُ نتنياهو بداية العدوان، وهي القضاءُ كليًّا على حماس وتحرير الأسرى بقوة السلاح، هدفان منعت المقاومةُ الكيانَ الغاصب من إحراز أي نجاح فيها، من هنا وبوضوح شديد طالما الإسرائيلي لم يحقّق أيًّا من أهدافه، ذلك يعني ببساطة أنه فشل، واتساقاً مع هذا المسار فَــإنَّ غزة انتصرت بالنظر إلى الفشل الإسرائيلي، الذي يتحدث عنه الصهاينةُ وليس سواهم.
الغريب أنه وفي ظل الصمود الأُسطوري للمقاومة في غزة والهزيمة الواضحة للكيان يتطوَّعُ الصهاينةُ العربُ لجلب نصر لنتنياهو وهو العملُ للوصول لصورة نزوح الفلسطينيين من غزةَ إلى سيناء المصرية.
هذا موضوع خطير يتم العملُ عليه حَـاليًّا من خلال استهداف إسرائيلي وحشي للقطاع الجنوبي من غزة؛ لدفعهم نحو الحدود المصرية، ثم يظهر المصري في ثوبٍ إنساني، مملوءةٍ جيوبُه بأموال خليجية للحديث عن فتح المعبر لإنقاذ النساء والأطفال.
الصهاينة يقصفون بوحشيةٍ والسعوديّة والإمارات تحل ديونَ مصر، والقاهرة تبيعُ قطعةً من سيناء، هذا المخطّط الخبيث -الذي ترعاه أمريكا وأُورُوبا وينفِّذُه على الأرض الصهاينةُ والخونةُ العربُ- يجبُ أن لا ينجح، إنه السلاحُ الوحيدُ الذي تبقى للكيان وكلابه في المنطقة، وعلينا جميعاً إتلافُ هذا السلاح.