لا أقلام ولا أحبار يمكنُها أن تتحمَّلَ أيَّ قدر من الإطراء للقمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض، السبت.
لا مكَان إلَّا لقول الحقيقة هنا فما حدث برهن بشكل قاطع مدى توغل أمريكا والكيان الصهيوني في تشكيل معظم قوالب من يتربعون اليوم على ظهور العرب والمسلمين.
كُـلّ الملابسات في قمة الرياض تطعن المنطق بشكك قاتل. ففي الشكل لا تمثل الرياض جغرافيا مناسبةً لاستضافة قمة تحمل عنوانًا واحدًا: هو غزة.
غزة التي تطعنُها الرياضُ ليلَ نهارَ -سياسةً وإعلامًا وذبابًا إلكترونيًّا- لا تملك أية أرضية منطق لقيادة اجتماع على مستوى القادة العرب والمسلمين.
في المضمون كُـلُّ الذين حضروا قمةَ الرياض لم يتمكّنْ أيٌّ منهم منذُ بداية العدوان في إدخَال قنينة ماء إلى غزة.
حضر إلى الرياض المطبِّعون المتصهينون، وحضر المتذبذبون والخانعون لأمريكا، وحتى القلةُ الوفيةُ لغزةَ غرَّدَ ممثلوها وحيدين في قاعة كان جُلُّ الحضورِ أصدقاءَ لنتنياهو.
قِمَّةُ الفَشَلَةِ والعَجَزَة يكفي أنْ أقول لك: إنَّ مَن قصَفَ الكيان الصهيوني ومَن يواجهُ عسكريًّا العدوانَ الصهيوني غابوا كليًّا عن هذه القمة، غاب اليمن الذي يساند غزة بالصواريخ والمسيَّرات التي تضرِبُ أهدافًا في الكيان المحتلّ، ومثلُ اليمن في الفعل على الأرض حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق في خانة الغياب عن قمة الرياض.
في الرياض لم تحضُرِ الأطرافُ التي تواجهُه الكيانُ الصهيوني عسكريًّا، وفي مقدمتها المقاومةُ في غزة، وحضر العميلُ أبو مازن والمرتزِق الخائن رشاد العليمي.
إنَّها قِمَّةُ طَغَت عليها روائحُ الخَوَنَة والمطبِّعين والمتخاذلين.