نسمع غالباً عبارة الخطر الحوثي من قِبل وسائل إعلام ناطقة باللغة العربية، إلا أنه ترديد ببغائي لما يُحذّر منه الإعلام الإسرائيلي، والذي تشكّل تصريحاته الخط التحريري للإعلام الموالي للصهيونية العالمية في الخليج، وسائر الوطن العربي.
ومع تصاعد عمليات القوات البحرية اليمنية في باب المندب، رداً على الإبادة الجماعية بحق أهلنا في غزة؛ دخل الإعلام الإسرائيلي مرحلة متقدمة من الهستيريا الإعلامية ضد التحرك اليمني في جنوب الأحمر، بعد أن أحكمت قوات صنعاء قبضتها هناك، ومنعت السفن العدو الإسرائيلي من العبور.
نظرة الإسرائيليين أعمق مما نظن بكثير، فهم يرون الخطوة مؤشراً مهماً لتراجع الهيمنة الأميركية على الشرق الأوسط؛ ما قد يُشجع على المزيد من الضربات المتلاحقة على كيان الاحتلال، ومن أطراف أخرى، ربما حتى من خارج محور المقاومة.
ولذلك هناك حملات ضغط إسرائيلية موجهة ضد واشنطن، والرئيس الأميركي بالذات، تتهمه بالتراخي في محاربة الحوثيين، وتطالب بحملات عسكرية وتحالف دولي واسع لتأمين سير الملاحة الصهيونية.
إضافة إلى ذلك، يُشكل تضييق الخناق على السفن الإسرائيلية ارتفاع تكاليف الشحن على البضائع في المستوطنات الصهيونية، وفي ذلك عامل ضغط على حكومة المتطرف نتنياهو، تضاف إلى حالة السخط المتنامية ضدها في “إسرائيل”.
وفي مواجهة كل ذلك يعجز كيان إسرائيل عن فتح جبهة جديدة خارج فلسطين اليوم، بخلاف ما كان الوضع عليه في السبعينيات، عندما بدأت بالإعداد لاجتياح الساحل الغربي لليمن رداً على هجمات المقاومة الفلسطينية في باب المندب.
كما يعجز “الكيان الإسرائيلي” عن حسم الصراع في غزة، رغم حجم الحملة العسكرية على القطاع، ورغم حشد أكثر من نصف مليون جندي صهيوني للمَهمَّة.
في الوقت نفسه، يعجز حلفاء إسرائيل في المنطقة، السعودية والإمارات، عن العودة إلى الحرب مجدداً في اليمن، نظراً لتنامي القدرات القتالية اليمنية، وتوسع خطر الضربات الجوية على المنشآت النفطية والاقتصادية في الخليج، في مؤشر آخر على عجز التأثير الغربي في الجزيرة العربية.
* نقلا عن :السياسية