صادق سريع*
عذراً غزة، فالعرب لا تملك الغذاء ولا تنتج النفط ولا تصنع الدواء وجيوشها للإستعراض لا تظهر إلا في المواسم الوطنية.
عذراً غزة، فلا حول ولا قوة للعرب لإدخال المساعدات لك من معبر رفح ، بينما لهم الحول والقوة بمد العدو بآلاف مؤلفة من أطنان السلاح والبضائع عبر جسر بري يمتد من دبي إلى جدة .
عذراً غزة، كل ما يملك العرب هو التنديد والإستنكار والتلويح والتنويه والتلميح والدعاء والبكاء والترحم على الشهداء وتبادل رسائل المواساة والصبر على البلاء والرحمة للموتى.
عذراً غزة، فقد باعوا العرب الكرامة والشرف والرجولة والشهامة وأصبحت ذكرى ملاحم البطولات والفتوحات من حكايات الأساطير القديمة.
عذراً غزة، عذراً دماء غزة، عذراً تراب غزة، عذراً عزة غزة، عذراً أطفال ونساء غزة وأبطال غزة، عذراً جرحى غزة ، عذراً لكل شعب غزة .. ستنتصرون بفضل الله ثم بقوة إيمانكم وصلابة إرادتكم وثقتكم بالله ونصره المبين الذي وعد به المؤمنين والمجاهدين في سبيله.
عذراً غزة، بفضل الله ثم صبركم على البلاء والمؤامرات القذرة وجبروت قصف الصواريخ والقذائف المدمرة، سُيكتب النصر العظيم المرتوي بدماء شهداء أطفالك الزكية وعظمة بطولات وحوش مقاومتك، وما اشتداد البأس إلا علامة إقتراب الفرج والنصر الإلهي بإذن الله .
عذراً غزة، لهذا الخنوع وذاك الخضوع وتلك الخيانة وهذه النذالة والمهانة والحقارة من أولئك العرب الحثالة الجبناء من باعوا كرامة الأوطان وقبضوا أثمان دماء الشهداء .
عذراً غزة، عذراً لأطفال غزة ونساء غزة وأبناء غزة وخيول وحمير غزة التي تسعف الجرحى وتنقل جثامين الشهداء وتقدم العون للأحياء والموتى، وعذراً لإستغاثات الطفولة وآنات المصابين وبكاء الثكالى فعذراً غزة.
عذراً غزة، لنوم سلاح العرب، فأصوات مدافعها لا تُسمع إلا بفتوى رؤية هلال شهر رمضان.
عذراً غزة، ولرجالك التي تقاتل عن ملياري مسلم.
عذراً غزة، لخذلان العرب..
* نقلا عن :السياسية