|
رسالة إلى الحاضر الغائب
بقلم/ جميل الكامل
نشر منذ: 11 شهراً و 16 يوماً الإثنين 18 ديسمبر-كانون الأول 2023 12:24 ص
أنت أنت ..
حيث كنت ..وأين كنت ..ومن تكون في أي ثغر ..وفي أي مجال ..وفي أي جبهة ..
إنصت لأخ لك لم تلده أمك ليسألك أين أنت...؟!! وأين غبت؟!! وماذا قدمت؟!! وما الدور الذي قمت به؟!! قبل أن تسأل هذه الأسئلة وقد فاتت عليك فرصة الإجابة
أنا لا أشكك في ولائك ..ولا أقلل من قدرك.. ولا أتناسى جهادك ولا أُحَجِّمُ جهودك ..وأدري أنك هنا (من أول طلقة إلى آخر قصيدة )..ولكنك أنت وللأسف ودون أن تشعر من تقوم بذالك ..أنت من تقلل من قدرك ..وأنت من تحجم من نفسك .. أقول ذالك لأنك أنت أنت الوحيد الذي بيدك أن تنقش تأريخك ..وأن تسطر سيرتك لأبناءك وأحفادك والأجيال القادمة .. ولكل من سيقرء سطور هذه الملحمة العظيمة ..
لا أحد يستطيع إزاحة الجبل..ولا موارات الشمس ولا إخفاء البرق..ولا تغطية الرعد.. تحاول السحب ذالك ثم لاتلبث أن تيأس وتنزاح..
أنت وحدك من بيدك أن تكون أولا تكون ..
دعك من التعلل بالمؤامرات ..التي تتوهم أنها تحاك ضدك ، او بقسوة الظروف ..أو بقلة المال ..فتلك حيلة العاجز ..وكذبة قديمة فضح أصحابها التأريخ ..وأسقطها تحت أقدامهم العظماء في كل عصر ..ممن تآمر عليهم العالم ..وقست عليهم الظروف ..وهجروا .. ،وشردوا ..
وحبسوا ...ولكن ذالك لم يزدهم إلا صلابة ..وكثمن لصدقهم وتقديرا من الملك العدل لذهب عزيمتهم فلم تزدهم النار إلا لمعانا وقيمة ورفعة ومكانة
أحداث عظيمة ومرحلة هي الأخطر في تأريخ البشرية شاء الله ان يكون يمنك الحبيب ووطنك العظيم رأس حربة ومحور ارتكاز فيها يدور حوله العالم يريد الناس أن يضعوه ويأبى الله إلا أن يرفعه وهنا دعني أسألك سؤالا إحتفظ أنت بالإجابة عليه لنفسك ولكني أناشدك الله أن تجب عليه بكل مصداقية
هل أنت مع أولئك الذين يريدون ان يضعوه ام مع الله الذي يأبى إلا ان يرفعه ؟!!
ولأني أحب لك ان تكون مع الواقفين في صف رفعته أسألك عنك
فأين أنت يارجل ؟!! وأين غبت بحثت عنك في الجبهات فلم أرك!! ..وفي كشوفات الشهداء فلم اجدك !! أعلم انك في صف الحق .. وقد رأيتك مرارا وسمعت بك مرار وأدري أنك لم تسقط في كنيف العمالة والإرتزاق ..وأعرف انك هنا معنا
لكن لا أثر لخطاك !!ولاضوء لهداك!!ولا صدى لصوتك!!
ألا تعلم أن المعية وحدها لاتكفي لإنقاذك يوم الحساب إن لم تكن قد قدمت لنفسك من العمل مايصلح أن يعرض على الله ..ألم تقرء قول الحق حكاية عن المنافقين يوم يضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب يوم (ينادونهم الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء وعد الله وغركم بالله الغرور)
وما أعظمه من غبن أن يكون الهدى قد أتاك وهيئت للمرئ فرصة ان ينقذ نفسه ولكنه فتن نفسه بنفسه
لا أنكر أنه كان لك خُطى ولكنها تلاشت وكان لك ضوء ..ولكنه خبى ، وسمعنا لك صوت..ولكنه وهى..، كلما اقترب الفصل انحسرت خطاك وكلما دنا النصر تراجعت عزيمتك
أدري ويدري كل من عرف انك سائر في طريق الحق ..ولكنه افتقدك ، ورآك في درب الهدى ولكنه لم يعد يراك ..فأين غبت ..أين دورك الذي يجب أن تؤديه .؟!!
مالذي ينقصك لتكون أنت ..؟!!
أنت الذي يجب أن تكون مثالا يقتدي به السائرون لاتآئه لَيتَهُ يبحث مع التآئهين عن مثال يَقتدي به ولكن تائه جاءه القدوة فأدار له ظهره وأضيئت له الدروب فأغمض عينيه ونودي من مكان قريب فوضع أصابعه في أذنيه ظنا منه أن عدم سماعه لنداء البعث سيسقط عنه الحجة ..
أدري أنك في طريق الحق ..ولكنك فيه حجر عثرة وأنك في مسيرة الصادقين ولكن عبئ عليها وفي صفوف السائرين ولكن مخذلا لهم ..ومثبطا من عزائمهم وهماً فوق ظهورهم بدلا أن تتقاسم معهم حمل هذه الهموم
إن لم تثبت نفسك في مجالك الذي أنت فيه .. وتبذل قصارى جهدك في أن تصنع أقدامك خطوة للأمام ..وتضع يديك لبنة في البناء ..وتنقش في نقش النصر كلمة للتأريخ فأنت ميت وإن عشت وغائب وإن حضرت ..وبعيد وإن اقتربت ..
أمدك الله ليقيم عليك الحجة .. بنماذج من الشهداء مهدوا لك الطريق ورسموا لك خط السير واسقطوا لديك كل وهم أراقوا دمائهم ليحقنوا دمك وذهبوا لتبقى انت نذروا أرواحهم امامك وسقطوا حيث لازلت تقف الآن تركوا لك امانة جاهدوا وجالدوا حتى اوصلوها إليك ووضعوها بين يديك
وأمدك الله لتكمل مسيرتهم بقائد لاشك في صدقه وقضية لاريب في عدالتها ومنهج لامراء في صوابه ووطن لا جدال في مظلوميته ..
ماذا ستقول لمن خنت دمائهم في السر والعلن ..وخذلتهم وخذلت بتفريطك تراب هذا الوطن ..
أيه الواقف في انتظار أن يطلع الفجر عليه إنتض سيف عزمك وانتزع فجرك من كبد الليل الذي سينبلج فجره قريبا ولكن على أيدي سواك ... ويطلع صبحه ولكن بجهود غيرك ..
آن لك أن تستيقظ ..وحان لك أن تعود لتواصل أداء دورك كما انطلقت .. فإنك إن لم تنهض الآن فلن توفق بعدها للنهوض..لا لعجز منك ..ولكن لأن وزر تفريطك سيحول بينك وبين توفيقك
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين |
|
|