* ذهاب الوفد الوطني إلى مشاورات ستوكهولم بالسويد تأكيد عملي على النوايا الصادقة والحرص الشديد الذي تبديه القوى الوطنية من أجل إحلال السلام وإيقاف العدوان ورفع الحصار وإنهاء معاناة اليمنيين ، ومن يرى قبول القوى الوطنية بالمشاركة في مشاورات السويد بخلاف ذلك فهو غير منصف ويظهر الكثير من التحامل تجاه الوطن والشعب .
* الشائعات والأكاذيب والأراجيف والافتراءات التي يروج لها أبواق العدوان ومرتزقتهم غداة بدء مشاورات ستوكهولم عبارة عن فقاقيع سرعان ما تتحول إلى رذاذ متطاير في الهواء ، فالحقيقة هي السائدة وهي الباقية التي تتحدث عن نفسها ، المشاورات بدأت أمس ولا توجد أي اتفاقات أو أجندات غير ما تم التوافق والتوقيع عليها وما دون ذلك ما تزال واردة وقد تطرح ، المهم مشاورات السويد تهيئة للأرضية المناسبة التي تقود نحو مفاوضات تضع النقاط على الحروف ، وخصوصا إذا ما تخلى وفد الرياض عن انبطاحه وعمالته المفرطة للسعودية والإمارات وتحرر من القيود والتبعية العمياء لهما .
* وفد الرياض لا يظهر حسن النوايا يتجلى ذلك من خلال تمسكه بذات الشروط التعجيزية والأسلوب العنجهي الذي ظهر به أعضاء الوفد في جولات المشاورات والمفاوضات السابقة وهو ما يتهدد المشاورات بالفشل ، رغم سقف التفاؤل الكبير الذي أظهره المبعوث الأممي مارتن غريفيت خلال الجلسة الافتتاحية للمشاورات التي حضرتها وزيرة الخارجية السويدية .
* حتى اللحظة يصر المجتمع الدولي على التعامل مع حكومة الفنادق التي تمثل المحتل السعودي والإماراتي على أنها الحكومة اليمنية الشرعية ، في حين يطلق على الحكومة الوطنية التي تمثل الإرادة الشعبية اليمنية الحقيقية على أنها حكومة الحوثيين ، وهو ما يفقد المجتمع الدولي صفة الحياد ، حيث كان التوصيف الأنسب هو حكومة الرياض وحكومة صنعاء ، ووفد صنعاء ووفد الرياض ، فالطرف اليمني هو القادم من اليمن ، وهو من جاء حاملا آمال وأحلام وتطلعات الشعب اليمني ، أما الطرف الذي جاء من الرياض فهو الممثل للسعودية والإمارات والذي يدافع عن عدوانهما وحربهما وحصارهما وجرائمهما ومذابحهما في حق أبناء شعبنا من الرجال والنساء والأطفال ، الطرف اليمني هو الذي يمتلك قراره بيده ولا يحتاج لإذن أو توجيه من (زعطان ) أو من (فلتان) ، وليس الطرف الذي ينتظر الأوامر والتوجيهات التي تصل إليه من غرفة العمليات السعودية التي تشرف على مشاركة وفدها المفاوض وتتابع تفاصيل الاجتماعات والتحركات واللقاءات التي يعقدها خلال المشاورات .
بالمختصر المفيد، اليمني ابن التربة اليمنية الغيور على أرضه وعرضه وكرامته وسيادته هو الذي يحق له أن يتحدث باسم اليمن واليمنيين ، وهو من يحق له أن يمثلهم في أي مفاوضات أو مشاورات ، لا أولئك الذين ارتموا في أحضان قوى العدوان وباتوا جزءا لا يتجزأ من العدوان والحصار ، هذه هي المحصلة وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نؤمن ونسلم بها جميعا .
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله .