يحيى المحطوري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
يحيى المحطوري
إلى قادة حزب “الإصلاح”
أسرارُ القوة
لن يضرُّوكم إلا أذى
لماذا نحيي ذكرى عاشوراء؟!
أسرارُ الانتصار
شواهد تأثير الضربات اليمنية
ما وراء الكلمة؟
الولايةُ.. بين الادِّعاءِ وشهادةِ الواقع
الولاية بين الادعاء وشهادة الواقع
فبأي حديث بعده يؤمنون ؟!

بحث

  
أسرارُ القوّة
بقلم/ يحيى المحطوري
نشر منذ: 9 أشهر و 4 أيام
الثلاثاء 20 فبراير-شباط 2024 09:00 م


في ظِلِّ صمتٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ مُخْــزٍ ومخجلٍ ومُحزِنٍ، برزت وتفرَّدَت اليمن، قيادةً وشعبًا وجيشًا، بالمواقفِ العظيمةِ القويةِ في نُصرةِ المظلومين المستضعَفين من أبناءِ فلسطينَ.

ولَقِيَت هذه المواقفُ صَدَىً كَبيراً لدى أحرارِ العربِ والعالَمِ الذين وقفوا مذهولين أمامَ ما يحدُث.

والكثيرُ يتساءلُ: كيف فعل اليمنيون ذلك؟ وما هو سِــرُّ قوتهم رغمَ ظروفهم القاهرة وأوضاعِهم الصعبة؟

وسنحاولُ الإجَابَةَ على ذلك في عدةِ نقاطٍ رئيسية، تُعتبَرُ من أبرز المقومات والمؤهِّلات التي أهَّلت اليمن لهذا الموقفِ العظيم والشجاع والقوي.

ومن أهمها:

المنهجُ الواحدُ المتمثل في كتاب الله العظيم القرآن الكريم.

والقيادةُ الواحدة الحكيمة الصابرة والمضحية.

والشعبُ العظيم والأمةُ العظيمة التي تحَرّكت وفقَ هذا المنهج، وانطلقت مجاهدةً تحت راية هذه القيادة.

وقد كان ارتباطُ اليمنيين بالقرآن الكريم وثقافته العظيمة وتوجيهاته الحكيمة من أبرز عوامل القوة.

الموقفُ من الأعداء:

فالقرآنُ الكريم يؤكّـدُ على ضرورة العداء لأعداء الله وضرورة اتِّخاذ الموقف ضدهم، حَيثُ يقول الله:

لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَو أبناءهُمْ أَو إِخْوَانَهُمْ أَو عَشِيرَتَهُمْ.

ويقول محذرًا من الأعداء:

لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا.

فكانت ثمرة الوعي بذلك، هو الاهتمام الكبير والمُستمرّ بالتوعية والتثقيف للشعب على العداء لأعداء الإسلام أمريكا و”إسرائيل” منذ عشرين عاماً.

ولذلك جاءت مواقفُ اليومَ ملبيةً لطموح الأمس وثقافته.

ولم يكن هناك أيُّ عائق مناطقي أَو عِرقي أَو طائفي يحولُ دونَ الوَحدةِ خلفَ هذا الموقف الكبير.

الروحيةُ الجهادية:

كما أن القرآنَ الكريمَ أمرنا أن نحمِلَ ثقافةَ الشهادة وأن نُرَبِّي أنفسَنا وأُمَّتَنا على الروحية الجهادية.

فانطلق اليمنيون للقتال في سبيل الله؛ استجابةً لأوامره في كتابه الحكيم، حَيثُ يقول:

وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ.

ويقول:

انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ.

ويقول:

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ، وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شيئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ، وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شيئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.

ويقول:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ

تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ، ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ.

ويقول:

إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ، يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ، وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالقرآن، وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ، وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.

فكان لهذه الروحية تأثيرٌ كبيرٌ في التهيئة لهذا الموقف القوي.

الوَحدةُ والاعتصامُ بحبل الله:

وحين أمر اللهُ في القرآن الكريم بالتوحُّــدِ بقوله:

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا.

وبالتحَرّك لبناء الأُمَّــة الواحدة بقوله:

وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّـة يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ، وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.

انطلق اليمنيون لتعزيزِ وحِمايةِ الجبهة الداخلية، وضرب كُـلّ من يريد المساسَ والعبث بها.

فانعكس هذا التوحد موقفًا قويًّا صُــلبًا في مواجهة “إسرائيل” لا تكسرُه مؤامراتُ الأعداء ولا مكرُهم ولا تضليلُهم.

الاستعدادُ والجُهُوزية:

وحين وجّهَ اللهُ في القرآن الكريم بالإعدادِ والاستعدادِ للمواجهة، بقوله:

وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ.

استجاب اليمنيون فكانت الأولويةُ القصوى لهم في الأعوام الماضية بناءُ المسار العسكري والقدرات التي تمثل خياراتٍ رادعةً للأعداء؛ ولذلك فقد كانت هذه القوةُ حاضرةً للمشاركة في نُصرة المستضعّفين من أبناء فلسطين في هذه المعركة.

التحَرُّكُ الشامِلُ في كُـلّ المجالات:

ويمكن القولُ: إن المشروعَ القرآنيَّ بقيادته ومنهجه قد أكّـد على أن الصراعَ مع العدوّ ليس عسكريًّا فقط، وأنه صراعٌ شاملٌ في كُـلّ المجالات.

فانطلق اليمنيون للاهتمامِ بالعمل الثوري، والاستمرارِ في التحَرّك الشعبي، والعناية بالمسار السياسي، والتحَرّك لإصلاح العمل الرسمي كمساراتٍ لصيقةٍ بالعمل العسكري ومساندةٍ له وعُنصرٍ من عناصر قوته وفاعليته وتأثيره.

فكانوا أقدرَ من غيرهم على اتِّخاذ الموقفِ الأقوى في هذه الظروف.

الاستفادةُ من الصراع:

كما أن أعوامَ العدوان على اليمن، مَثَّلت دروساً مهمةً وكبيرةً للشعب اليمني في كُـلّ ميادين الصراع.

واستفاد منها في بناءِ الأُمَّــة القوية، عملًا بالسُّنة الإلهية.

وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ، وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا.

القيادةُ العظيمة:

وفي الختام فَــإنَّ من أعظمِ النِّعَمِ وأبرزِ عوامل القوة وجودَ القيادة الحكيمة التي أضاءت بأنوار القرآن ظلماتِ العصر، وسارت باليمنيين وفق هدى الله وتعليماته وتوجيهاته، على الصراط المستقيم.

واستطاعت أن تقفَ باليمن هذه المواقفَ العظيمة والمشرِّفة.

لأَنَّها جسَّدَتِ القُدوةَ عملًا وجهادًا، وتحمُّلًا وصبرًا، وفداءً وتضحيةً، وعَطاءً وبذلًا.

ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

والحمدُ والفضلُ لله أَوَّلًا وأخيرًا.

*نقلا عن : موقع أنصار الله

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمنان السنبلي
فرصةٌ لا تُعوَّض: تعلَّم مجاناً.. من المسدس حتى بي 10
عبدالمنان السنبلي
رشيد الحداد
قواعد اشتباك جديدة في البحر الأحمر: صنعاء تبدأ مرحلة «الإغراق»
رشيد الحداد
سند الصيادي
من جاءنا.. جئناه!
سند الصيادي
إبراهيم الوشلي
«إسرائيل» الكبرى..!
إبراهيم الوشلي
رشيد الحداد
إعادة تموضع أميركية في البحر الأحمر: صنعاء تلوّح بتوسيع الحظر
رشيد الحداد
حمدي دوبلة
جريمة العصر!
حمدي دوبلة
المزيد