هيثم خزعل / لا ميديا -
• «إسرائيل» جزء من كل، هذا الكل يحتوي على تركيا ومصر والأردن ودول الخليج، بالدرجة الأولى. بقية الكيانات غير ذات أهمية وجدوى في مجمل التركيبة الأمريكية في المنطقة.
* أثبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر أن هزيمة «إسرائيل» العسكرية في متناول اليد. 1200 مقاتل من حماس استطاعوا بساعات قليلة وبتغطية نارية من صواريخ «بدائية» أن يقطعوا 20 كيلومترا في العمق «الإسرائيلي» ويسقطوا فرقة عسكرية كاملة.
• تدرك «إسرائيل» أنها باتفاق سياسي بسيط قادرة على إعادة مستوطنيها إلى الشمال، لكن ما لا يمكنها تحمله هو التعايش مع كابوس 7 تشرين آخر ينطلق من جنوب لبنان ويصل إلى حيفا وما بعدها.
• أثبت 7 تشرين أن تحرير الجغرافيا الفلسطينية مسألة بسيطة عسكريا، أي أنها مسألة في متناول العقل، لكن ما يعيقها عمليا هو سببان متصلان: الأول هو الهيمنة الأمريكية على العالم (وهذه الهيمنة هي في طور التداعي اليوم)، والثاني هو النظام الإقليمي بما هو انعكاس مباشر للهيمنة الأمريكية على المنطقة.
• ما يؤخر التحرير الكامل إذن هو السؤال: «ماذا في اليوم التالي؟». هذا يعيدنا إلى سؤال: هل كان 7 تشرين الفلسطيني خطوة في الفراغ؟ الجواب بالطبع هو: لا؛ لماذا؟ قياسا بالأحداث التي حصلت في العقد الأخير من صفقة القرن إلى «السلام الإبراهيمي» وترجمتها على مستوى جغرافيا المنطقة الاقتصادية من محطات الغاز والنفط إلى طرق التجارة الدولية فإن 7 تشرين حصل لحظة دق المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية، وما فعله هو إعادة طرح هذه القضية على الطاولة. كان هذا القرار التاريخي بنتائجه وتبعاته أشبه بـ«عملية فدائية جماعية».
• رد الفعل الأمريكي والغربي الهستيري عموما يهدف إلى إخفاء ما بان في 7 تشرين من أن «إسرائيل» بما هي أهم استثمارات الغرب في المنطقة والعالم قابلة للتفكك والزوال في ساعات قليلة. هذه الحقيقة التي تسعى الولايات المتحدة لطمسها بكثرة القصف والدماء والمجازة ورفع الكلفة إلى حدودها القصوى. رسالة الولايات المتحدة هي أن هذا مصير من يتجرأ على مجرد التفكير بالمساس بـ»إسرائيل».
• مفردات كـ«الدول العربية» و«الدول الإسلامية» ليس لها معنى في السياسة. النظام الإقليمي الذي بنته الولايات المتحدة هو نظام وظيفي، وهو في خدمة استراتيجيتها في العالم. باستثناء إيران وحلفائها في المنطقة، القضية الفلسطينية وقضية تحرر المنطقة من القبضة الأمريكية ليست على جدول أي دولة أو تنظيم في المنطقة. شعوب المنطقة عموما هي رهائن في هذا النظام الذي يشكل معتقلا كبيرا لحوالى 500 مليون نسمة.
كاتب لبناني