أحمد يحيى الديلمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
أحمد يحيى الديلمي
رمضان في غزة
المفاجأة اليمنية
غزة .. والصلف الأمريكي..!
الشهيد الصماد الموقف وصدق الكلمة
ياسين سعيد نعمان وخيانة المثقف
تمييز الحق من الباطل
خلفية الانحياز الأمريكي الكامل للعدو الإسرائيلي"3- 3"
بريطانيا والحلم المفقود
حلف الشر
خلفية الانحياز الأمريكي الكامل للعدو الإسرائيلي"2- 2"

بحث

  
بوعزيزي أمريكي
بقلم/ أحمد يحيى الديلمي
نشر منذ: 8 أشهر و 22 يوماً
الخميس 29 فبراير-شباط 2024 08:15 م


لم يجد ذلك الطيار الحر صاحب القلب الذي ينبض بالحب بكل معاني الإنسانية وسيلة ليُعبر بها عن غضبه من تصرفات حكومة بلاده المتعجرفة إلا أن أحرق جسده أمام سفارة العدو الصهيوني في واشنطن وكأنه أراد أن يُكرر نفس الأسلوب الذي اتبعه البوعزيزي في تونس عندما أقدم على إضرام النار في جسده احتجاجاً على تصرفات حكومته المهينة.
من خلال الحادثين – إضافة إلى حادثة أخرى ذكرتها بعض الصحف الأمريكية عن شخص أمريكي آخر أقدم على إحراق نفسه – يتضح جلياً مدى تآمر أمريكا ودول الغرب بشكل عام على الشعب الفلسطيني وأنهم شركاء مباشرون في حرب الإبادة الشاملة التي يتعرض لها هذا الشعب المغلوب على أمره والذي يواجه صلافة وحقد أمريكا والغرب قبل أن يكتوي بنار الحقد الدفين في نفوس الصهاينة، ولكي نعرف النتيجة وازدواج المعايير في أمريكا والغرب بشكل عام نلاحظ كيف طبل الإعلام الأمريكي وأقام الدنيا ولم يقعدها عقب حادثة البوعزيزي في تونس لأن مصالحه وتوجهات مخططاته الدنيئة كانت تقتضي ذلك، بينما أخفى كلياً حادثة الحرق الأولى، لولا أن هذا الطيار الشاب احتاط لنفسه باختيار الزمان والمكان والوسيلة التي أفصحت عن فعله، فلقد اختار أكبر شبكة يتابعها الشباب في أمريكا ليعلن عما في نفسه وحدد اتجاهات الفعل مؤكداً أنه يتضامن كلياً أمام ما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة، وأن حرق جسده لا يساوي تلك الأفعال الدنيئة التي تقطع أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ وكل البشر بطريقة همجية شرسة ولم تكتف بحرب الإبادة العسكرية لكنها تتبع سياسة تجويع أكثر حقارة ممثلة في منع الغذاء والدواء عن الشعب المحاصر في غزة وكأنها حكمت بالموت على كل إنسان فلسطيني يعيش في هذه الأرض.
وكم كان عظيماً ذلك الشاب وهو يطلق هذه العبارات ليعتبر نفسه مجرد وقود لتعريف العالم بحجم مظلمة الشعب الفلسطيني، كما كشف عن حقيقة أخرى وهي مشاركة أمريكا بشكل مباشر في ضرب الفلسطينيين عبر هجمات جوية متلاحقة، عندما قال : لقد قررت عدم المشاركة في أي حرب إبادة، وكلها حقائق لا يمكن طمسها ولا يمكن للإعلام الأمريكي المزيف أن يتهم الشاب بالجنون أو أنه مصاب بأمراض نفسية دفعته إلى هذا الفعل، لأن الطيار تعامل بكل ثقة وكان يعرف الهدف الذي ضحى بنفسه من أجله وحدد اتجاهاته بعد أن فاض الكيل لديه وهو يشاهد كل يوم المآسي والمحارق التي تجاوزت كل معاني الشر والحقد والكراهية من الإنسان لأخيه الإنسان، وفاضت لسانه بالعبارات التي أسلفت ليؤكد أنه أقدم على الفعل بسابق إصرار وعدم تراجع عن ما نوى الإقدام عليه، كأهم وسيلة وجدها متاحة أمامه للتعبير عن غضبه مما يجري على الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وحصار جائر يستخدم آلات الدمار الفتاكة والجوع معاً لتحقيق غاياته الدنيئة بدعم ودفع بل ومشاركة مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الغرب التي تتشدق بحماية حقوق الإنسان وصيانة الحريات، مجرد دعايات كاذبة ومفبركة تتم في دوائر صنع القرار بكل خبث وأنانية وعدم اهتمام بأبسط مقومات حياة الإنسان على الأرض.
ورغم التشابه بين هذا الفعل وما أقدم عليه البوعزيزي في تونس إلا أن هذا الفعل يرقى إلى مستوى أسمى كونه يفضح سياسات أمريكا والغرب التي تعتبر ما يجري في غزة والأراضي المحتلة مجرد تسلية لحماية دولة الكيان الصهيوني – الدولة الطارئة على الحياة – وكل هذا في ظل صمت وتقاعس العرب الذين باعوا العروبة والإسلام بثمن بخس، وأصبحوا يتسكعون في دهاليزهم ويخطبون ودهم باعتبارهم مصدر الإنقاذ والبقاء في الحياة، كما يعتقدون، وليتهم اكتفوا بالصمت فقط لكنهم يستهينوا بالأفعال العظيمة التي يقوم بها محور المقاومة في اليمن ولبنان ويعتبرونها أعمالاً شاذة وممارسات غير مسؤولة، إنها فعلاً تصرفات تدمي القلوب خاصة إذا ما عرفنا أن هناك دولاً عربية تمد الكيان الصهيوني بالأغذية بعد الحصار الذي فرضه عليه المجاهدون من أبناء الجيش اليمني.
يا لها من مأساة فادحة !! وأتمنى أن يوقظ حادث الطيار الأمريكي بعض الضمائر التي ماتت خاصة لدى العرب، وهذا ما نتوقعه من فعل هذا الطيار الشاب العظيم وإن كانت الأماني مستحيلة في ظل الخنوع والاستسلام المهين لأمريكا، والله من وراء القصد ..

*نقلا عن : موقع أنصار الله

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
رشيد الحداد
أول دخول ألماني على خط الاشتباك: اليمن يمنع فكّ حصار العدوّ
رشيد الحداد
مجيب حفظ الله
فشل أمريكي جديد في التشويش على أهداف العمليات البحرية اليمنية
مجيب حفظ الله
ليلى عماشا
جيل ما بعد تموز 2006.. فطرة ووعي ومقاومة‎
ليلى عماشا
د.شعفل علي عمير
بريطانيا العجوزُ بين الوَهْمِ والخيال
د.شعفل علي عمير
سند الصيادي
أسرارٌ يجبُ أن تُفشَى
سند الصيادي
عبدالفتاح علي البنوس
الرئيس الصماد.. رئيس كل اليمنيين
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد