في أبريل 2015 أعلنت السعودية – وعبر ناطقها الرسمي في حينه – أنها تمكنت من إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية باتجاه مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، إضافة إلى إغلاق المجال الجوي بالكامل، حتى أمام الحالات الإنسانية.
وإذا سألت أي مرتزق: لماذا كل هذا الحصار ضد صنعاء ومناطق سيطرتها؟ سيرد بكل جرأة: “من أجل منع وصول الدعم الإيراني إلى الحوثيين”.
وحتى اليوم مطار صنعاء مغلق إلا من رحلاتٍ إنسانية محدودة باتجاه مطار عمان الأردني وحسب، ولهم في ذلك مبررات كثيرة واهية رغم حجم الضرر على المرضى في الداخل جراء الحصار.
كان ذلك قبل تسعة أعوام، لكن اللغة اليوم تبدلت لصالح وضع جيوسياسي جديد تقف فيه صنعاء بكل ثقلها لصالح الشعب الفلسطيني المسلم في غزة.
وحتى يشوهوا ذلك الموقف المشرف، عمدت الرياض عبر مرتزقتها إلى المطالبة بفتح الطرقات وفي مقدمها طريق صنعاء – مارب الدولي، الذي حولته الرياض نفسها إلى جبهة مستعرة لإسقاط صنعاء منذ اليوم الأول لعدوانها على الشعب اليمني.
ولأن المرتزق لا دين له فهو من يطالب بفتح تلك الطرقات، رغم أنه نفسه يبرر لماذا يغلق التحالف بقيادة السعودية مطار صنعاء وغيره من المنافذ.
ولنفترض أن كلامهم صحيح، وأن صنعاء هي من يغلق المنافذ والطرقات، فلنطالب بفتحها كلها – بما فيها مطار صنعاء – وليكن موقفنا من الجميع واحد، وليس مجتزءً حسب المعايير السعودية وأجندتها التي لا تخدم أي طرف يمني على الإطلاق.
إن التحالف السعودي والإماراتي يُصر حتى اليوم على إغلاق مطار الريان بالمكلا، رغم بعده بمئات الأميال عن أقرب جبهة مشتعلة، ولا يجرؤ أي طرف على إدانة ذلك من الفصائل المنضوية تحت تحالف الخيانة والارتزاق.
وقبل سنوات، وفي العام 2018، لم يجرؤ المرتزقة أن يقروا بحصار تحالف العدوان لميناء الحديدة، وهم يعلمون حقيقة ما يجري هناك.
باختصار، نحن أمام شكل آخر من الحرب الإعلامية على اليمن، والهدف هو تشويه الموقف المشرف تجاه فلسطين، بل ولصرف الأنظار عن الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني المسلم في غزة.
ولم يعد خافياً – كما هو الحال في 2015- أن السعودية وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، وأن المرتزقة لا دين لهم ولا عقيدة إلا ما كان لصالح السعودية، التي بدورها تخضع لسياسات الكيان الصهيوني.
نقلا عن : السياسية