|
إنها ثورة وثروة الارتباط بالله ، نعم لدى اليمن ما تخسره ..
بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
نشر منذ: 9 أشهر و 16 يوماً السبت 02 مارس - آذار 2024 10:11 م
أولا يستفزني جدا وعي أولئك المثقفين القادمين من الخارج لمدح اليمن وخاصة أولئك الذين يقولون ليس لدى اليمن ما يخسره في حربه ضد طواغيت العالم بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، كيف ليس لدى اليمن ما يخسره يا قوم، لولا أن لدى اليمن وعيا وقيم ومشروعاً لما قاموا أصلا باتخاذ موقف الحرب ضد إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، دعوني أخبركم ما لدى اليمن وتخاف ان تخسره، لدى اليمن شعب وقيادة وعيهم بهدى الله، وقيمهم المستمدة من كتاب الله، ومشروعهم المرتبط بسنن الله في التغيير، لدى اليمن الارتباط بالله وهذا أغلى واثمن شيء ممكن أن تخسره، لدى اليمن قيم وأخلاق وأوامر ونواه وتعليمات وتوجيهات الله يجب أن تتمسك بها، وهي أرقى واسمى وأغلى قيم ممكن تخسرها، لدى اليمن مشروع مرتبط ارتباط وثيق بسنن الله بالتغيير، وهل هناك شيء أثمن وأعز وأكرم وأطهر من المشاركة في مشروع سنن الله في التغيير، نعم لدى اليمن ما تخسره وهو أغلى ما يمكن للإنسان أن يخسره وهو بارتباطه بالله وكتاب الله وسنن الله، لدى اليمن أكبر كنز واثمن موارد وهو كنز الآخرة، دعكم من حسابات الدنيا واحسبوا حسابات الآخرة ستجدون ان اليمن تمتلك هوية إيمانية وهي أغنى واثمن ما على وجه الكون من كنوز، وسوف تحافظ عليها وتدافع عنها بالروح والدم والمال، ومهما كلفها الثمن..
الموضوع الثاني المستفز هو أن بعض الناس وخاصة تلك الناس التي تردد دائما انه لولا الحصار الذي تقوم به دول تحالف العدوان على اليمن، لما وجد شيء ينكد عليهم عيشتهم ، وهذا وعي زائف، فالموضوع ليس خلافاً مع زوجتك أنت واياه، حتى تعتبر ان الحصار مجرد نكد وكلام فارغ، الموضوع هو ان تحالف دول العدوان يقومون بجريمة إبادة جماعية لليمنيين من الداخل، ان فرض ظروف اقتصادية من شأنها القضاء على طبقة اجتماعية بأكملها، والموضوع هنا هو القضاء على طبقات داخل المجتمع اليمني بأكملها وانتهاك لآدميتها وسحقها، الهدف من ذلك هو خلق حالة مجتمعية بدون وعي وحالة شعبية بدون هوية، حالة مجتمعية كل وعيها وهويتها هو ممارسة الخيانة والعمالة والارتزاق والتبعية والارتهان والصمت عن من يمارس الباطل، ومحاربة كل من يدعو ويقول الحق ، لذلك ان ما يقوم به تحالف العدوان بقيادة النظام السعودي والإماراتي هو انهم القضاء علينا كمجتمع وشعب يمني، وليس الأمر مجرد تنكيد عيشة أو تكدير صفو مزاج، سموا الأشياء بأسمائها أفضل لكم من تسطيح الأمور..
في المحصلة ان نتمسك بوعينا وهويتنا وقيمنا، ليس معناه ان نكون انبطاحيين وتابعين لأحد، معناه ان يكون لدينا مشروع يحافظ على هويتنا من خلال هذا الوعي وتلك القيم، مشروع يبني مواطناً ومجتمعاً وشعباً ودولة وأمة ذات كرامة وعزة وشرف وهوية ودين وأخلاق وعلم ومعرفة وإيمان وتقوى، مشروع تعيه القيادة أولا وقبل كل يمني وعربي ومسلم، مشروع ووعي وإيمان كل ما يحتاجه الوعي لينتشر ويصبح ظاهرة شعبية واجتماعية عربية وإسلامية شامله وكاملة، مشروع الارتباط بالله وبكتاب الله، حتى لا يصبح المجتمع اليمني والعربي والإسلامي كله وعاء للأحقاد والمكايدات والخيانات والعمالة والتبعية والارتهان، إن الوعي اليمني بهدى الله هو الذي حول أهداف العدوان عليهم، وصمودهم وتحديهم لهذا العدو يحتم عليهم أشياء كثيرة ومسئوليات كبيرة وعظيمة أولها التمسك بقيم كتاب الله، وعلى كل من يدعي الوعي أن يتحمل مسؤولية هذا الوعي، أو سوف يعاقبنا الله كلنا به، ان هذا الوعي يوجب علينا أن نعي إنه لا يمكن ان نحصل على وعي شعبي واجتماعي وجماهيري مساند وداعم ومشارك لهزيمة كل هذا التكالب التاريخي علينا وعلى بلداننا وشعوبنا وأمتنا وديننا ومقدساتنا، إلا إذا كان لدينا وعي وقناعه وإيمان في داخل أنفسنا وفي قرارة إيماننا وضمائرنا بضرورة خلق وعي مجتمعي وشعبي وجماهيري عام مرتبط بالله، وان أي ارتباط آخر يعني الخسران المبين، وعي يعكس للناس تميز الوعي بهدى الله وبعظمة قيم كتاب الله وقوة التمسك بمشروع سنن الله في التغيير ..
يا سادة أن الهدف من كل هذه الحرب الشيطانية بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ، سوى كانت على شكل حروب ومؤامرات خارجية أو حروب مكايدات ولوي ذراع داخلية، هي حروب بلا قيم وبلا أخلاق تمارس ضد الناس وتمس هوية وكرامة وشرف الناس، وهذا هو ما يسقط الوعي المجتمعي والشعبي والجماهيري المرتبط بالله وبهدي الله ، وإسقاط الوعي المجتمعي والشعبي يعني القبول الشعبي والاجتماعي بالمحتل والغازي والمرتزق والعميل، يعني قبول المجتمع والشعب والأمة بالعيش بدون كرامة وشرف، يعني قبول الشعب والمجتمع حياة الحصار والإفقار والإذلال، أليست الحرب كلها على فلسطين وغزة وعلى اليمن أيضا فردا ودولة وشعباً ومجتمع ومنذ قامت وأنشئت إسرائيل والسعودية معا هي حرب إذلال وإفقار ممنهج للشعب الفلسطيني واليمني، وكأن المواطن اليمني والفلسطيني يتعاقبون يوميا وأباً عن جد على وعيهم وقيمهم المتفردة والمتميزة المرتبطة بهدى الله وبالدفاع عن شرف وعرض وكرامة قضايا وطنهم وشعبهم وأمتهم ودينهم وأرضهم واستقلالهم وحريتهم ومقدساتهم ..
*نقلا عن :الثورة نت |
|
|